الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الشناوي يكتب: نصف ساعة داخل معهد الأورام

صدى البلد

منذ أيام قليلة ذهبت إلى أحد معاهد الأورام لمتابعة الحالة الصحية لمريض يهمني أمره.


حقيقة حال المرضى داخل المعهد يرثى لها جراء الكم الهائل من حالات الانتظار والإصابات المتعددة رغم أن إدارة المعهد لا تقصر وتسعى جاهدة لاحتواء هذا الكم الكثير من المرضى!


وإنما تتبقى الإشكالية حول هذا المرض اللعين الذي لا توجد له حلول موضوعية حتى الآن!


عشرات الآلاف من المراكز البحثية في جميع أنحاء دول العالم، ولكن هل من المعقول أنه لم تتوصل أي من هذه المراكز العلمية إلى علاج ناجح لهذا المرض اللعين؟


بتتبع شريط البحث على الشبكة العنكبوتية وقعت عيناي على عشرات المسميات البحثية والاكتشافات العلمية ولكنها تبخرت تبخر الرماد في الهشيم وكأن شيئا لم يكن!


فهل من المعقول أن تكون كل هذه الأبحاث مع اختلاف أنواعها وألوانها مجرد فقاعات هوائية أم أن للمراكز البحثية والأكاديمية رأي آخر؟


أم هي مافيا الأدوية بمخالبها الكبيرة ورأسمالها الراقص على جثث الضحايا من المرضى؟


خرجت من المعهد ولسان حالي يلعن المرض والفقر، خاصة عندما شاهدت مرضى يتسولون جرعة دواء لتسكين آلامهم المتواصلة، على أمل أن يحين أجلهم سريعاً، فيستريحون وتستريح معهم أسرهم من رؤيتهم يتعذبون دون أن يجدون ما يخفف عنهم.


نعم خرجت من زيارتي وعشرات الأسئلة تدور بذهني محاولا العثور على إجابة شافية ومقنعة.. فلم أجد!


آلاف الباحثين والدارسين ذهبوا إلى أمريكا و أوروبا للدراسة والحصول على الماجستير والدكتوراه ولكن ما النتيجة؟

 

عشرات المؤتمرات عقدت وكلفت الدولة مليارات الدولارات ولم نجن منها غير خيبة الأمل والرجاء!


هل ثمة تنسيق بين الأساتذة والباحثين في الجامعات والمعاهد في مصر في أي مجال من هذه المجالات، أم أن البحوث العلمية تجرى في وادٍ، والحياة العملية والتطبيقية في وادٍ آخر؟


يا سادة إن تقدم الأمم والشعوب يقاس بمدى سمعتها البحثية ونقلتها العلمية مما يدفع عجلة تنميتها المستدامة ويجعلها قادرة على رسم طريقها الصحيح نحو البناء والاعتماد على الذات ومن ثم تحقيق الاكتفاء الذاتي.


بالفعل نريد حلولاً جوهرية بعيداً عن الشعارات الرنانة والتوصيات حبيسة البيروقراطية والروتين القاتل!


نريد مواجهة الذات مواجهة حقيقية وإعادة هيكلة دولاب بحثنا العلمي وإعادة ترتيب أوراقه ترتيبا هادفا وصولاً لغايتنا وتحقيقاً لحلمنا المنشود وإلا فنحن واهمون .