أم هاشم فاروق 48 سنة والمقيمة بمركز ببا جنوب محافظة بني سويف ، تضرب أروع الأمثلة في التضحية والتفاني رفضت الزواج من أجل التفرغ لتلبية احتياجات شقيقيها المصابان بإعاقات ذهنية وحركية واللذان يصغران عنها في العمر، ويحتاجان إلى الرعاية المستمرة حيث إنهما لا يستطيعان قضاء حاجتهما من حيث الأكل والشراب والملبس بمفردهما.
ففي منزل بسيط مكون من طابق واحد، على مكون من غرفتين فقط يعلوة سقف من الخشب، كائن بأحد الشوارع الجانبية بمنطقة فابريقة ببا جنوب بني سويف، تعيش أم هاشم رفقة شقيقيها عيد ومحمد، المصابين بإعاقة ذهنية وحركية منذ ولادتهما ألزمتهما المنزل، والتي رفضت الزواج بعد وفاة والديهم لتكون لشقيقيها هي الأب والأم والاخت في نفس الوقت .
وقالت أم هاشم "لصدي البلد " توفي والدي منذ سنوات ولحقت به والدتي، وكانت أصابتها الشيخوخة قبل وفاتها، وأصبحت أنا العائل الوحيد للأسرة المكونة من شقيقيَّ عيد ومحمد وهما من ذوي الهمم، وشقيقة أخرى تزوجت في محافظة الجيزة، مشيرة إلى أنه قد تقدم لخطبتها العديد من الشباب لكنها رفضت من أجل التفرغ لتلبية احتياجات شقيقيها المريضين.
وأضافت، أم هاشم وهي تبتسم وتظهر على وجهها علامات الرضا والقناعة: مش محتاجة أي حاجة من الدنيا غير إخواتي أنا سخّرت حياتي ليهم ومش هسيبهم أبدًا، لافتة إلى أن خالاتها شقيقات والدتها طلبن منها أن تترك لهن شقيقيها وتتزوج، بالإضافة إلى أن بعض الأهالي من الجيران طلبوا منها أن تودعهما دار رعاية اجتماعية، لكنها كانت تقابل ذلك بالرفض.
أم هاشم كانت قليلة الكلام للغاية، حيث إنها تعيش على الفطرة، وتظهر عليها الطيبة المفرطة، ويلقبها جيرانها بأنها سيدة بركة تزهد الدنيا، ورغم ظروفها ومعاناتها ولكنها تبتسم دائمًا ولا تتمنى شيئًا سوى أن تبقى بجوار أشقائها لأنها ترى الجنة بجوارهما على حد وصفها.
ومع الإلحاح عليها للإجابة عن أمنيتها من الدنيا كانت تجيب: مش محتاجة من الدنيا غير إخواتي وإني أفضل عايشة جنبهم عشان محدش هيستحملهم غيري، ورغم حالة الفقر التي تعيشها رفقة شقيقيها رفضت الاستغاثة وطلب أي مساعدات فعلي الرغم من حاجتها الا انها متعففة ولا تمد يدها إلى أحد .