الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كلنا فاهمينه غلط .. دار الإفتاء توضح معنى حديث أنت ومالك لأبيك

معنى حديث أنت ومالك
معنى حديث أنت ومالك لأبيك

ورد إلى دار الإفتاء المصرية ، سؤال يقول "ما معنى حديث أنت ومالك لأبيك؟ وأجاب على السؤال الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى في دار الإفتاء.

حديث أنت ومالك لأبيك

وقال أمين الفتوى ، إن هذا الحديث مشهور بين الناس ، ولكن الكثير منهم يفهمونه فهما خاطئا ، فيفهمون من هذا الحديث أن الأب من حقه أن يأخذ كل أموال الابن كاملة.

وأشار إلى أن المعنى الصحيح للحديث ، بأن أحكام المال بين الأب والابن ، ليست كأحكام المال بين سائر الناس ، منوها أن أخذ المال من الجار ، تكون سرقة أو ظلم على الجار ، لكن لو أخذ الأب من مال ابنه ، فلا تعتبر هذه سرقة ، ولكن قد يلام على ذلك شرعا ، ولا يجوز له أخذ المال من الابن بدون وجه حق أو استئذان.

وتابع: فالمعنى من الحديث أن هناك خصوصية بين الابن والأب، فلا تقطع يد الأب لو أخذ مال ابنه ، ولا تقطع يد الابن لو أخذ مال أبيه في حد السرقة ، وليس معنى ذلك أن المال بين الطرفين مباح ومتاح للأخذ بدون استئذان ، يأخذ كل واحد من الآخر ما يحب ، فهذا لا يجوز.

أخذ مال الابن


كما تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: “ ما حكم أخذ الأب مرتب ابنه بحجة قول النبي أنت ومالك لأبيك؟”.

وأجاب الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن سؤال “ما حكم أخذ الأب مرتب ابنه بحجة قول النبي أنت ومالك لأبيك؟” قائلا إنه لا يجوز للأب أخذ مرتب ابنه بحجة قول النبي أنت ومالك لأبيك، لأن لكل شخص فى الشريعة الإسلامية ذمة مالية مستقلة.

وأوضح أحمد ممدوح أن حديث “أنت ومالك لأبيك” خرج من الرسول مخرج بيان عظم حق الأب وليس على الحقيقة، وليس معنى ذلك أن يكون الابن كالعبد يعمل ويجد ويتعب ويأخذ الأب مكسبه منه.

قصة حديث أنت ومالك لأبيك

وأشار أمين الفتوى إلى أن لحديث “أنت ومالك لأبيك” قصَّةٌ مُؤثِّرة وردَتْ في رواية الطبراني والبيهقي لهذا الحديث من طريق المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابرٍ - رضِي الله عنه - قال: جاء رجلٌ إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: يا رسول الله، إنَّ أبي أخَذَ مالي، فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - للرجل: ((اذهَبْ فأتِني بأبيك))، فنزل جبريل - عليه السلام - على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: إنَّ الله - عزَّ وجلَّ - يُقرِئك السلام ويقول لك: إذا جاءَك الشيخ فسَلْه عن شيءٍ قالَه في نفسه ما سمعَتْه أذناه، فلمَّا جاء الشيخ قال له النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما بال ابنك يَشكوك، أتريد أخْذ ماله؟ قال: سَلْهُ يا رسول الله، هل أُنفِقه إلا على إحدى عمَّاته أو خالاته أو على نفسي! فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إيهٍ! دَعْنا من هذا، أخبِرنا عن شيءٍ قُلتَه في نفسك ما سمعَتْه أذناك))، فقال الشيخ: والله يا رسول الله ما يَزال الله يزيدنا بك يقينًا! لقد قلتُ في نفسي شيئًا ما سمعَتْه أذناي فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((قُلْ وأنا أسمع))، قال: قلت:

غَذَوْتُكَ مَوْلُودًا وَمُنْتُكَ يَافِعًا 
تُعَلُّ بِمَا أَجْنِي عَلَيْكَ وَتَنْهَلُ 
إِذَا لَيْلَةٌ ضَافَتْكَ بِالسُّقْمِ لَمْ أَبِتْ 
لِسُقْمِكَ إِلَّا سَاهِرًا أَتَمَلْمَلُ 
كَأَنِّي أَنَا الْمَطْرُوقُ دُونَكَ بِالَّذِي 
طُرِقْتَ بِهِ دُونِي فَعَيْنَايَ تَهْمُلُ 
تَخَافُ الرَّدَى نَفْسِي عَلَيْكَ وَإِنَّهَا 
لَتَعْلَمُ أَنَّ الْمَوْتَ وَقْتٌ مُؤَجَّلُ 
فَلَمَّا بَلَغْتَ السِّنَّ وَالْغَايَةَ الَّتِي 
إِلَيْهَا مَدَى مَا فِيكَ كُنْتُ أُؤَمِّلُ 
جَعَلْتَ جَزَائِي غِلْظَةً وَفَظَاظَةً 
كَأَنَّكَ أَنْتَ الْمُنْعِمُ الْمُتَفَضِّلُ 
فَلَيْتَكَ إِذْ لَمْ تَرْعَ حَقَّ أُبُوَّتِي 
فَعَلْتَ كَمَا الْجَارُ الْمُجَاوِرُ يَفْعَلُ

قال: فحينئذٍ أخذ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بتلابيب ابنه وقال: ((أنت ومالُك لأبيك))

وأضاف أمين الفتوى أن الشخص كان فى العدم والذى أبرزه للوجود بإذن الله، أبيه فهو سبب وجوده، ولولاه ما كان موجودا.

وتابع أمين الفتوى: “في الطبيعي لو شخص تتسبب لإنسان فى منفعة يكون ممتنا له ويشكره “لو كان شخص محترم وعنده دم”، فما بالك بأبيه الذى هو سبب وجوده فى الحياة”.

وأكد أن المعنى المراد من الحديث هو أن الشخص وماله لأبيه ليس لملكه ولكن ليفيق الإنسان ويعرف فضل أبيه عليه.