الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجمل قارئا.. مسجد السلطان حسن يستقبل الجمعة الأخيرة من العام الهجري غدا

مسجد السلطان حسن
مسجد السلطان حسن

يستقبل مسجد السلطان حسن، غداً الجمعة، صلاة الجمعة الأخيرة من العام الهجري 1444هـ، وذلك تحت عنوان "فضائل الاستغفار"، والتي ينقلها التلفزيون المصري وعدد من القنوات الخاصة والإذاعة.

الجمعة الأخيرة من العام الهجري

وتبدأ شعائر الجمعة الأخيرة من العام الهجري بتلاوة قرآنية مباركة للقارئ الشيخ حلمي الجمل، وخطيبا الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.

ومما ورد في فضائل الاستغفار أن من أجلّ وأرفع العبادات وأيسرها وأزكاها عند الله تعالى عبادة ذكر الله تعالى؛ ولقد تضافرت النصوص القرآنية والنبوية في الحث على ذكر الله . قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب:41 ؛ 42]. وقال عز وجل: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة:10]. وقال تعالى: { وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } [الأحزاب:35]. وأمرنا بالذكر في هذه الأيام المعدودات فقال:{وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}( البقرة: 203)؛ وأمرنا بالذكر عند انتهاء مناسك الحج فقال:{فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ}.(البقرة: 200).

فضائل الاستغفار

وذكر الشيخ خالد بدير من علماء وزارة الأوقاف أن ذكر الله تعالى ينقسم إلى قسمين: ذكر مطلق ؛ وذكر مقيد، فأما الذكر المطلق فهو ذكر الله على كل حال : في يقظتك ونومك؛ في حلك وترحالك؛ في حركاتك وسكناتك؛ في ظعنك وإقامتك؛ في صحتك وسقمك ….أي في جميع أحوالك .

واستدل بقوله تعالى: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ } [آل عمران: 190، 191] . قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما- : إنّ الله تعالى لم يفرض على عباده فريضة إلّا جعل لها حدًّا معلومًا ثمّ عذر أهلها في حال العذر، غير الذّكر فإنّ الله تعالى لم يجعل له حدًّا ينتهي إليه، ولم يعذر أحدًا في تركه إلّا مغلوبًا على تركه فقال: { فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيامًا وَقُعُودًا وَعَلى جُنُوبِكُمْ } (النساء: 103) باللّيل والنّهار في البرّ والبحر، وفي السّفر والحضر، والغنى والفقر، والسّقم والصّحّة، والسّرّ والعلانية، وعلى كلّ حال» . ( تفسير ابن كثير ) .

وقد علَّم النبي صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام وأمهات المؤمنين فضل الذكر ومنزلته حتى يداوموا عليه . فَعَنْ جُوَيْرِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ فَقَالَ: «مَا زِلْتِ عَلَى الحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا»؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ اليَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ، سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ ». ( مسلم ).

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لأَنْ أَقُولَ: سُبْحَانَ الله وَالحَمْدُ لله وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ». (مسلم ). وَعَنْ جَابرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « مَنْ قَالَ سُبْحَانَ الله العَظِيمِ وَبحَمْدِهِ غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الجَنَّةِ».( الترمذي ).

وَعَنْ سَعْدِ بنِ أبِي وقَاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: « أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ، كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ »؟ فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: «يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ». ( مسلم )، مشدداً أن هذه هي الأذكار المطلقة التي تقال في كل وقت وحين؛ وهي أذكار سهلة وميسرة يجب المحافظة عليها .

القسم الثاني: الأذكار المقيدة : وهي المقيدة بعمل أو حال أو عبادة أو دخول أو خروج أو وقت صباحًا ومساءً أو نوم أو ركوب الدابة أو لبس الثوب أو دخول السوق أو دخول المسجد والخروج منه أو عند الكرب أو عند رؤية المبتلى أو غير ذلك مما هو مذكور ومذخور في كتب الأذكار والدعوات .