الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تقارب في الرؤى وارتقاء بالعلاقات| الحوار الاستراتيجي تأسيس لمرحلة جديدة بين الجامعة العربية والخارجية الأمريكية

الأمين العام للجامعة
الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية الأمريكي

على مدار عقود من الزمان شهدت العلاقات العربية الأمريكية العديد من التغيرات والتحولات، فما بين التقارب في بعض الأحيان ‏والتباعد في كثير منها كانت العلاقة العربية الأمريكية، والتي أرجعها كثير من المتابعين لسياسة واشنطن إلى رغبتها في خلق حالة من الصراع ‏والخلاف الدائم في المنطقة إما بين الدول العربية وجيرانها من قوى أخرى في الشرق الأوسط، أو بين الدول العربية وبعضها ‏البعض، حتى باتت تلك العلاقة على مشارف مرحلة جديدة بفضل جهود جامعة الدول العربية.

وشهدت الأيام الماضية زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية للعاصمة الأمريكية واشنطن، لحضور وإطلاق أعمال الحوار الاستراتيجي ‏بين الجامعة العربية ووزارة الخارجية الأمريكية، والتقى أبو الغيط بـ أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، ‏وتناول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل الارتقاء بالعلاقات بين جامعة الدول العربية والولايات المتحدة في المجالات ‏السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال المرحلة المقبلة.‏

رؤى حول القضايا الإقليمية

وخلال اللقاء اهتم وزير الخارجية الأمريكي بالتعرف على رؤى الأمين العام لجامعة الدول العربية إزاء التطورات الأخيرة فيما يتعلق ‏بكل من القضية الفلسطينية والأوضاع في كل من السودان وسوريا وليبيا واليمن، بجانب استعرض الوزير الأمريكي رؤية بلاده تجاه ‏عدد كبير من القضايا الإقليمية والدولية.‏

أبوالغيط وبلينكن 

وخلال زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية للولايات المتحدة الأمريكية افتتح أبوالغيط وبلينكن اعمال "للحوار الاستراتيجي" بين ‏الجامعة العربية ووزارة الخارجية الأميركية، والذي عقدت له جلسات مباحثات موسعة بين وفد الأمانة العامة ومسؤولي وزارة ‏الخارجية الأميركية حول عدد من القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.‏

مباحثات ناجحة بين أبوالغيط وبلينكن

ووفقا للبيان الختامي المشترك الصادر عن جامعة الدول العربية والخارجية الأمريكية فإن جلسة المباحثات بين الطرفين وصفت ‏بالناجحة، وتناولت مواضيع تتعلق بالحد من التوترات في الصراعات الإقليمية، وتغير المناخ والأمن الصحي، والبنية التحتية ‏لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والقيم العالمية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، والتمكين الاقتصادي للمرأة ومكافحة ‏الإرهاب والتطرف العنيف بجميع أشكالهما.‏

الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية الأمريكي 


وأصدرت الولايات المتحدة وجامعة الدول العربية بيان مشترك حول ما تناولت فعاليات جلسات الحوار الاستراتيجي، اعربا فيه عن تقدير العلاقة بين جامعة الدول العربية والولايات المتحدة، معلنين التزامهم بزيادة التعاون في القضايا المهمة للطرفين بما في ذلك تعزيز ‏السلام والأمن والاستقرار والتكامل والازدهار الاقتصادي.‏

قضية السلام في الشرق الأوسط

وناقشا الطرفان مجموعة متنوعة من القضايا والأزمات الهامة بما في ذلك السلام في الشرق الأوسط والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فضلا ‏عن الأزمات السياسية الأخرى في المنطقة والعالم، وناقشا مجموعة من الموضوعات الأخرى مثل منع الانتشار والحد من ‏التسلح، والقضايا متعددة الأطراف، وأهمية تأمين البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فضلاً عن بناء القدرة على ‏الصمود في مواجهة تغير المناخ وتحسين الصحة العامة والأمن الصحي في الشرق الأوسط.‏

ووفقا للبيان المشترك ثمنت الجامعة العربية ووزارة الخارجية الأمريكية الأرضية المشتركة بينهما بشأن أهمية المشاركة المجتمعية، وبناء القدرة على الصمود في وجه التجنيد للعنف، ودعم دور ‏التعليم في مكافحة التطرف والعنف والإرهاب، معلنين وقوفهم بحزم في معركتهم ضد داعش والقاعدة وجميع الجماعات الإرهابية الأخرى.‏

مواجهة تهديدات السفن في الممرات المائية 

وأدان الطرفان بشدة أي تهديدات مسلحة أو إعتداءات على السفن التجارية تتعارض مع حقوق وحرية الملاحة في الممرات المائية الاستراتيجية ‏في المنطقة، بجانب عقدهم العزم على دعم التزاماتهم بمواصلة الجهود الجماعية لمواجهة التهديدات لأمن السفن التي تبحر عبر الممرات ‏المائية في المنطقة والتي تعتبر بالغة الأهمية للتجارة الدولية والاقتصاد العالمي.‏

العمل لضمان تمكين المرأة

وأكد البيان المشترك الصادر عن الجامعة العربية ووزارة الخارجية الأمريكية، عزم الطرفان على العمل لضمان تمكين المرأة اقتصاديًا ومشاركتها في عمليات صنع القرار، بجانب العمل على ضمان إنجاح  COP28‎‏ في ‏دبي ، من اجل إنجاح أعماله، والتشارك في الرغبة المتبادلة لمواصلة السعي لتحقيق ‏العدالة الصحية والأمن، ودعم احترام حقوق الإنسان.‏


ونص البيان المشترك على الولايات المتحدة تشترك مع العالم العربي في روابط اقتصادية واجتماعية وثقافية وشعبية دائمة، بجانب الإيمان بشدة بأن الالتزام المشترك ‏بالاستثمار في الشعوب سيحقق ثمارًا للأجيال القادمة من جميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية والولايات المتحدة.‏