الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الشناوي يكتب: سلام على الحسين في الخالدين

خالد الشناوي
خالد الشناوي

 إلى من عاش معه كياني كله منذ حداثة عمري وإرهاصات بداياتي الفكرية حين  طالعت سيرته العطرة وما سطره التاريخ عن شخصيته الكبيرة  من تضحيات وبطولات...
إلى من حاربت معه روحي وجرح جسدي ودمي قلبي حين تصفحت مشهد استشهاده وحيداً ظمآنا على أرض كربلاء فبللت دموعي وريقات الكتاب بين يدي ووجدتني أتمتم بكلمات رنانة بداخلي: "لبيك يا ابن بنت رسول الله".
ولكم تمنيت لو أنني كنت معك في جيشك المتفرد فذبحت فداء لك يا سيدي .. 
إلى سيد الشهداء مولانا الإمام الحسين عليه السلام ..
إليك أيها المقاتل الجسور ويا أيها البطل المغوار  أنسج أحرفي المنحنية لحضرتك إجلالاً وإكبارا وما أظن أنني أوفيت ولو بأقل من القليل الذي تستحقه!
فكأني بك يا سيدي وأنت وليد في حجر أمك السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين وهي تحملك في صحبة أبيك الامام علي إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليغير اسمك من حرب إلى الحسين!
وكأني بك يا سيدي وأنت تترعرع في بيت النبوة وتصعد كتف جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ساجد في صلاته ويطيل السجود كي لا يزعجك!
وكأني بك والنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيك وفي أخيك الإمام الحسن: (إنهما ابناي وفلذة كبداي) كما يقرر في الحديث الشريف:(.....أحب الله من أحب حسينا.. حسين سبط من الأسباط) .
وكأني بك حين كان يغضب النبي صلى الله عليه وسلم لبكائك ويقول للسيدة فاطمة الزهراء: (أما علمت يا فاطمة ان بكاءه يؤذيني)،
في إشارة نبوية لسمو مكانتك من جدك المصطفى ومدى حبه لك والعترة المباركة من آل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . 

وكأني بك وبأخيك الإمام الحسن وبشقيقتك السيدة زينب عقيلة بني هاشم وقد رضعتم الدين والمبادئ التي لا تقبل التجزئة وقول الحق من بيت النبوة.. كيف لا والوحي تنزل بدياركم.
وكأني بك يا سيدي وأنت تلتهم العلم والحكمة والفروسية التهاما من أبيك الإمام علي باب مدينة العلم النبوية، فاشتد ساعدك على العلم والفروسية .
وكأني بك وأنت تصعد المنبر بعد انتقال جدك المصطفى إلى الرفيق الأعلى لتقول لأمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب وهو يخطب في الناس انزل من على منبر جدي واذهب الى منبر جدك، ليحملك سيدنا عمر رضي  الله عنه على كتفه مقبلاً رأسك ليقول لك ولجموع المصلين: والله ما عهدت لجدي من منبر وما هو إلا منبر جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما نبت في رؤوسنا من خير فمن الله ثم منكم ويدهش بالبكاء وينتحب الجميع .

وكأني بك وسيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول: (لصلة قرابة رسول الله أحب إليّ من صلة قرابتي) .
وكأني بك حين استوقفك سيدنا عبد الله بن عباس اثناء تحركك الى العراق قائلا لك لا تذهب، مقررا بأنه الموت فتقول كلمة الواثق بربه الذي لا يخشى الضيم:( أمثلي يخاف من الموت)؟

وكأني بك يا سيدي وأنت تقاتل وتدافع عن الهوية الإسلامية ولم تبايع يزيد الطاغية رافضا ان تنطق بكلمة ولو من وراء قلبك مقررا على أثر قول أحدهم إليك: "إنها كلمة" فقلها كي تنجو وينتهي الأمر ...ولكنك تقولها مدوية في سماء العالمين وهل الرجل إلا كلمة!
فكيف بك وأنت تقاتل في نفر قليل جيشاً كبيرا ولكنك لم تبال فقدمت القرابين من نفسك وأهل بيتك وصحبك نصرة لدينك ولعقيدتك ولكي تستفيق الأمة من غفوتها وتتحرر من رق الجبن والخوف إلى الأبد.

في ذكرى عاشوراء يا سيدي تتجدد المشاعر وما نسيناها وتتزاحم المشاعر وتختلط ما بين السعادة والفرح .. السعادة ليوم نجى الله فيه سيدنا موسى عليه السلام من فرعون وجنوده والحزن لفاجعة كربلاء حين قتلت ورفاقك وآل بيتك شر قتلة عرفها التاريخ.. 

سلام الله عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحابك  ونزلت بأعتابك.. سلام عليك في سجل الخالدين وسلام عليك الى يوم الدين وعذراً يا سيدي فلم تستطع أناملى الثكلى أن تفي ولو بالنذر القليل.
ويكفيني أنني تعلمت من قصة استشهادك وبطولاتك كيف أكون مظلوماً فانتصر.