الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

%15 ارتفاعا.. أزمة طاحنة تضرب أسواق الحبوب عالميا |ماذا قال عنها صندوق النقد؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حالة من القلق تجتاح العالم خاصة أسواق الغذاء العالمية، وذلك بعد أن أعلنت روسيا انسحابها من اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، حيث قالت الأمم المتحدة، إن اتفاقية البحر الأسود عادت بالفائدة على البلدان الفقيرة من خلال المساعدة في خفض أسعار المواد الغذائية بأكثر من 23% حول العالم. 

ارتفاع أسعار الحبوب

من جانبه دق صندوق النقد الدولي ناقوس الخطر؛  وذكر كبير خبراء الاقتصاد لدى صندوق النقد، بيير أوليفييه غورينشا، في تصريحات له، أن أسعار الحبوب مرشحة للارتفاع بنسبة بين 10 إلى 15% بعد انهيار اتفاقية الحبوب.

وصعدت أسعار المواد الغذائية بنسبة %1 خلال الأسبوع الماضى بعد قفزة بنسبة %8.6 فى أعقاب انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب ومهاجمة روسيا البنية التحتية للموانئ فى منطقة أوديسا ونهر الدانوب، بحسب وكالة بلومبرج.

وكان قد قال صندوق النقد الدولي، في يوليو 2023 ، إن انسحاب روسيا من الاتفاق الذي يسمح بالصادرات الأوكرانية عبر البحر الأسود يفاقم أزمة الأمن الغذائي العالمي ويخاطر بزيادة تضخم أسعار الغذاء، خاصة بالنسبة للبلدان المنخفضة الدخل، وقال متحدث باسم الصندوق إن المؤسسة المالية الدولية ستواصل المراقبة الدقيقة للتطورات الراهنة في المنطقة وتأثيرها على الأمن الغذائي العالمي.

و يشار إلى أنه قد ارتفعت أسعار القمح في البورصة الأوربية بنسبة 8.2% ، ليصل ثمن الطن الواحد إلى 253.75 يورو، بينما ارتفعت أسعار حبوب الذرة بنسبة 5.4%.

وقفزت قيمة العقود الآجلة للقمح الأمريكي بنسبة 8.5% ، وهي أعلى نسبة ارتفاع في اليوم الواحد، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.

و قالت صحيفة "لا اكسبانثيون" المكسيكية، إن قرار روسيا الأخير بالتخلي عن اتفاقية الحبوب في البحر الأسود التي سمحت لأوكرانيا بالتصدير إلى بقية العالم ومهاجمة الموانئ والبنية التحتية الأخرى للحبوب، أدى إلى ارتفاع جديد في الأسعار الدولية للحبوب مثل القمح والذرة وعباد الشمس ومشتقاته ، منها كل من أوكرانيا والأرجنتين منتجين ومصدرين عالميين رئيسيين.

وقالت كاتالينا فيراري ، محللة الأسواق الزراعية في شركة AZ Group الاستشارية : "من الواضح أن هذا له تأثير على المستوى الدولي ، مع ارتفاع الأسعار في شيكاغو الذي تم تحويله إلى سوق الذرة والقمح الأرجنتيني".

وقالت "بولينا ليسكانو ، مستشارة سوق الحبوب ، لوكالة إيفى "لا يمكننا الاستفادة من الارتفاع العالمي في القمح اليوم، وكان لدينا حصاد سيئ ولا يتوفر سوى ما بين مليون و 2 مليون طن لأعمال التصدير الجديدة. ولكن يمكننا الاستفادة من أفضل الأسعار الدولية لعام 2023-2024 الجديد.

كما سيؤدي قطع الذرة المتاح للسوق المحلي في حد ذاته إلى زيادة تكلفة الحبوب المستخدمة في تسمين المواشي وتربية الدواجن ، ولهذا السبب يستبعد العديد من الخبراء التأثير التضخمي على الأطعمة الأساسية مثل اللحوم والبيض والحليب ، في سيناريو حيث بلغ معدل التضخم 115.6٪ بين العامين في يونيو الماضي.

أسعار الحبوب في مصر

أما عن تأثير انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب على مصر فإنه يشار إلى أن الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، قال خلال مشاركته في الاجتماع السادس عشر للجمعية العمومية للمنظمة الإفريقية للمترولوجيا :" لم يكن نبأ سعيدا بأن لا توافق روسيا على اتفاقية الحبوب لمرور الحبوب من أوكرانيا لمضيق البسفور ثم لمختلف دول العالم، ونحن نعلم أن هذا النوع من الصراع مستمر ولابد من الأخذ في اعتبارنا استمراره سواء صراع اقتصادى أو بصورة نزاعات".

وأكد وزير التموين أن قرار روسيا الانسحاب من اتفاقية تصدير الحبوب سوف يؤثر على الدول الضعيفة تأثيرا سعريًا خاصة في  اللوجستيات والنقل والأمن، مع ارتفاع تكاليف النقل مع تغيير مسارات وصعوبة توافر خطوط النقل، مشيرًا إلى ضعف التأثير على السوق المصري بنسب ضعيفة تتراوح من 5 الى 8%.

وأشار وزير التموين إلى أن مصر قامت خلال الفترة الماضية بتنويع مناشئ استيرادها للحبوب، حيث تم الاستيراد من فرنسا وألمانيا ورومانيا وروسيا وأوكرانيا وبلغاريا والولايات المتحدة، وذلك مع استمرار الاستيراد من السوق الأوكراني لأن جزء من القمح يأتي عن طريق رومانيا وأوروبا. 

69 دولة مهددة بالمجاعة

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عقب قرار روسيا "إن مئات ملايين الأشخاص يواجهون الجوع بسبب  قرار روسيا الانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية ، فيما المستهلكون يواجهون أزمة عالمية لكلفة الحياة سيدفعون الثمن".

كما قال مارتن غريفيث، مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة، إن الارتفاع الحاد في أسعار الحبوب، عقب انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، "يحتمل أن يهدد ملايين الأشخاص بتفشي الجوع وبما هو أسوأ من ذلك".

وقال غريفيث أمام مجلس الأمن "ستشعر الأسر في الدول النامية بارتفاع حاد في الأسعار"، مضيفا أن 362 مليون شخص في 69 دولة يحتاجون حاليا إلى مساعدات إنسانية. 

وقالت الأمم المتحدة إن اتفاق البحر الأسود عاد بالفائدة على البلدان الفقيرة من خلال المساعدة في خفض أسعار المواد الغذائية بأكثر من 23% حول العالم. 

كما نقل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة 725 ألف طن من الحبوب الأوكرانية ضمن عمليات الإغاثة في أفغانستان وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا والصومال والسودان واليمن.

اتفاقية تصدير الحبوب 

كان قد أعلن المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف الإثنين 17 يوليو 2023 عن توقف اتفاق الحبوب.

و قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن روسيا أبلغت رسميا كلا من تركيا وأوكرانيا والأمانة العامة للأمم المتحدة باعتراضها على تمديد "صفقة الحبوب".

ويأتي ذلك القرار بعد مرور عام من توسط الأمم المتحدة وتركيا في الاتفاق عام 2022 لمواجهة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا الذي اندلع في فبراير 2022، حيث إنه بعد وقوع الحرب بين البلدين أعربت الكثير من دول العالم عن مخاوفها من وقوع مجاعة خاصة في البلدان الفقيرة في أفريقيا والشرق الأوسط ، حيث يعتمد 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم على الحبوب الأوكرانية، وفقا لأرقام برنامج الغذاء العالمي.

و أتاح الاتفاق تصدير حوالي 33 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية لا سيما القمح والذرة ما ساهم في استقرار أسعار المواد الغذائية عالميا واستبعاد مخاطر حصول نقص.

هل هناك نية للعودة؟

أفادت وكالة “رويترز” للأنباء، نقلا عن الكرملين، بأن اتصالا هاتفيا جمع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال الكرملين، في بيان له، إنه خلال الاتصال ناقش الرئيسان إمكانية عودة روسيا إلى اتفاقية الحبوب عبر البحر الأسود. 

ووفقا لبيان الرئاسة الروسية، فقد أعلن فلاديمير بوتين، أن موسكو ستعود على الفور إلى تنفيذ  صفقة الحبوب بعد استيفاء الجزء الروسي من الشروط.