الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بيتصرفوا زي البشر وبيكسبوا ملايين.. غزو الروبوتات لانستجرام يدفع "ميتا" لهذا القرار

غزو الروبوتات لانستجرام
غزو الروبوتات لانستجرام يدفع "ميتا" لهذا القرار

بدأت أدوات  الذكاء الاصطناعي  التوليدي في الانتشار خلال الأشهر القليلة الماضية، وكانت شرارة البدء من  ChatGPT  لتنطلق بعدها المئات من البرامج المشابهة، منها التي تفبرك الصور وأخرى تفبرك الأصوات وتقوم بنسخها لاستخدامها بطرق مزيفة.

تعمل إدارة "انستجرام" التابعة لشركة "ميتا" الأم على ميزة تخبر المستخدمين أن هذه المنشورات المعروضة عليهم مُستخدم فيها الذكاء الاصطناعي سواء بصورة جزئية أو كلية، وفقًا لمنشور من الباحث التقني في انستجرام أليساندرو بالوزي Alessandro Paluzzi، سيكون للمشاركات التي تم إنشائها بواسطة الذكاء الاصطناعي علامة مصاحبة توضح أن هذه التقنية مستخدمة في الصورة أو المنشور.

غزو الروبوتات لانستجرام يدفع "ميتا" لهذا القرار

الجديد حاليا في عالم السوشيال ميديا ليس وجود منشورات تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي فقط، بل وصل الموضوع لأبعد من ذلك من خلال وجود روبوتات لها حسابات وتتصرف كأنها بشر وأصبحوا مؤثرين ولهم ملايين المتابعين، وكأن الروبوتات ليس فقط تهديدا للوظائف بل أيضا على كل المجالات الحياتية.

وفقا لتقرير نشر على موقع zdnet التقني المتخصص جمع ثلاثة مؤثرين (انفلونسر) مشهورين على تطبيق Instagram أكثر من ثمانية ملايين متابع وتلقوا صفقات تجارية بقيمة ملايين الدولارات، وكل هذا قد يبدو عادي وطبيعي ولكن الغير معقول هو أن الثلاثة جميعهم من صنع الذكاء الاصطناعي، اي أنهم مجرد روبوتات وليسوا بشرًا حقيقين، Lil Miquela و Imma و Shudu كلهم مجرد روبوتات تتصرف مثل البشر.

يعيش كل من هؤلاء الروبوتات حياة مثيرة وقد دخل بالفعل في شراكة مع علامات تجارية كبيرة ومهمة مثل Dior و Calvin Klein و Chanel و Prada. على الرغم من أن كل مؤثر لديه مجموعة متنوعة من "الشخصيات الرقمية" كما هو مكتوب في سيرته الذاتية وجميع صورهم تبعث لديك شعور بعد الارتياح التام لأشكالهم الشبيهة بالبشر ولكنها شبيهة بتماثيل الشمع مع التدقيق فيها، يعتقد العديد من المعلقين والمتابعين أن المؤثرين حقيقيون.

كل روبوت مؤثر هو نتاج شركة تكنولوجية توظف مصممي الجرافيك والفنانين الرقميين لإنشاء صور للمؤثرين بمساعدة الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي أصبح حاليا هو التركيز الأول والأهم لكل شركات التكنولوجيا في العالم.

غزو الروبوتات لانستجرام يدفع "ميتا" لهذا القرار

يجذب المؤثرين الرقميون عدد كبير من العروض المغرية للشراكة مع العلامات التجارية وشركات التسويق لأنهم أقل تكلفة من المؤثرين البشر، استخدام الروبوتات يخفض من التكاليف المرتبطة بالسفر والتنقلات وتزيل حواجز اللغة كما يمكنهم تغيير مظهرهم ليتوافق مع أي علامة تجارية بسهولة تامة، إذ هم مجرد صورة غير حقيقية ورقمية يمكن اللعب فيها وتغييرها ببضع نقرات على جهاز كمبيوتر.

علاوة على كل ذلك لا يمكن للمؤثرين الروبوتات التقدم في السن أو التصرف بأي شكل لا يتوافق مع قيم العلامة التجارية التي يمثلونها،. على سبيل المثال، نجد حساب “ليل ميكيلا” Lil Miquela فتاة في التاسعة عشرة من عمرها منذ أن أنشأت حسابها على Instagram في عام 2016 وحتى الآن بنفس المظهر الشبابي، تعاونت مع المشاهير ، وظهرت على أغلفة المجلات المرموقة ، وحصدت ملايين الدولارات.

ولكن مع النظر بدقة إلى حساب Lil Miquela على انستجرام نعرف أنها مجرد من صنع الذكاء الاصطناعي وليست فتاة حقيقية، ولكن كم عدد الأشخاص الذين يمكنهم أن يتعرفوا فورا على حقيقة "ليل"؟ يقول الخبراء أن معظم الناس لن تعرف أنها روبوت، خاصة فئة الشباب صغير السن.

غزو الروبوتات لانستجرام هو ما دفع الإدارة لوضع حد لهذا التزييف الذي لا يدركه المستخدم العادي، ولذلك ستطرح تحديث قريب يُعرّف المستخدم أن المنشور الذي يقرأها ويراه هو من صنع الذكاء الاصطناعي وليس طبيعي تماما.