الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كريمة أبو العينين تكتب: العالم يتهاوى

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

تحدثت أحدث دراسة لأحد المراكز السياسية والاستراتيجية الغربية ، عن أن السنوات القادمة سوف تشهد تغييرا كبيرا فى المعايير الدولية والشكل الحالى لكبريات الدول . 

وأكد التقرير الغربى أن دولا برمتها ستختفى من الواجهة العالمية ، وتحل مكانها دولا جديدة . وأسهب التقرير بدراسته الطويلة المدعومة بنتائج وأبحاث أجراها طاقم إستكشافى مخضرم ، فى الحديث عن القطب الأوحد  الحالى ألا وهى الولايات المتحدة الاميركية.

وذكرت الدراسة أن الامتداد الأمريكى الكبير والذى يضم خمسين ولاية يمثلون الولايات المتحدة الأمريكية ، يشكلون إقتصادا قويا مرنا ، قادرا على إمتصاص الصدمات والتحديات والأزمات العالمية ، مما يمكن واشنطن من مواصلة الهيمنة الاقتصادية والزعامة العالمية ، إلا أن الدراسة البحثية أوضحت أن الوهن الأمريكي المتوقع لن يكون إقتصاديا ولكنه مجتمعيا ، وأن إنهيار الامبراطورية الامريكية سيكون من الداخل ، كما نقول نحن فى مجتمعاتنا الشرقية "كدود المش ، منه فيه ". 

واستشهدت الدراسة بالتركيبة المجتمعية الأمريكية التى تجمع كافة الاطياف والاعراق والاصول ، مركزة على معاناة السود فى الولايات المتحدة وشعورهم بأنهم بناة البلد الأصليين ورغم ذلك فهم غير مرحب بهم فعليا رغما عما  يظهر على الساحة ، وذكروا فى ذلك تاريخ الافارقة السود فى بلد العم سام ؛ ومعاناتهم الطويلة حتى حصولهم على وضعهم الحالى المنقوص .ويشهد بذلك ماخلفه رصاص رجل الشرطة الأبيض من قتلى سود كل ذنبهم اختلاف بشرتهم ؛ مع انهم يحملون نفس الجنسية القطبية الواحدة . تاريخ المواطن الامريكى الاسود البشرة محفوظ فى ذاكرته ، وذاكرة اجداده الذين حرموا من دخول المطاعم وفقا ليافطة خارج المطعم مكتوب عليها  " ممنوع دخول الكلاب والسود ". 

تاريخ مظلم يطفو على السطح من  حين لاخر بتجاوزات من رجال الشرطة ضد المواطن الاسود البشرة ؛ ويقع فى اعقابها قتلى ، ومصابين ، وتندلع مظاهرات تحتوى السلطات آثارها ؛؟الا أن الواقع يؤكد أن تحت الرماد نارا توشك ان يرتفع لهيبها فيأخذ بالأخضر واليابس . ليس السود فقط من يشكلون قنابل موقوته فى انهاء وهم الحلم الأمريكى ،بل هناك أنسجة مجتمعية أخرى ؛ على رأسها بقايا الهنود الحمر ابناء الوطن الاصليين الذين اغتالتهم أيادى الغرب عندما جاءوا مستوطنين الارض الجديدة على حساب ابناءها الاصليين ، أضف الى ذلك الأقليات التى عظمت وتنامت وأصبحت ذات وضع مؤثر فى الولايات المتحدة ؛ ومن بينهم الهنود ، والايطاليين والصينيين ، وعدد كبير ايضا من النازحين من القارة العجوز واختها السمراء .

الانهيار الامريكى المتوقع وان لم يكن قريبا الا أنه قادم لامحالة ، فاتحا أمامه باب التربع لدول أخرى على عرش العالم ، وعلى رأس هذه الدول ، الصين ، التى تسابق الزمن بأن تصبح ماردا عالميا مسيطرا على مجريات المجتمع الدولى كله ، ويزاحم الصين بشدة ، اليابان ، العدو اللدود لبكين والفارض أفكاره الاستراتيجية الحديثة على العالم بهدوء وكياسة ، وتعزز الدراسة التكتل الغربى لابعاد روسيا عن العودة الى مكانتها القديمة كقطب ثانى مواجها للولايات المتحدة ، وبأن واشنطن زجت بأوكرانيا مدعومة بالغرب فى حرب ضد روسيا من أجل استنزاف روسيا على المدى البعيد وارهاقها اقتصاديا ؛؟لتصبح عاجزة عن دخول المنافسة ، ومحاولة العودة الى روسيا القديمة الرابضة امام الكيان الامريكى ؛ والتى تتعامل معه رأسا برأس مع الأخذ فى الاعتبار تاريخ القياصرة الروس ؛ وبأن روسيا دولة قديمة ولها جذور تاريخية ؛ بعكس الولايات المتحدة ذات القرون التاريخية الثلاثة الحديثة كحد أقصى . إذن ووفقا لهذه الدراسة فان العالم الجديد القادم ولو بعد عقود ؛ سيختلف عن عالمنا الحالى وسيصبح فيه الشرق مؤثرا وصاحب كلمة وتأثير ..فقط علينا الترقب والانتظار .