الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكر نبوي يساعد على الطاعة ويمتع بـ 4 نعم ويغفله كثيرون

ذكر الله
ذكر الله

ذكر نبوي عظيم يساعدك على الطاعة والبعد عن المعصية، والتمتع بنعم السمع والبصر والقوى الجسدية، كشف عنه الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم
أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط. 

ذكر نبوي يساعدك على الطاعة

جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلسه حتى يدعو بهذه الدعوات [اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أبدا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، وﻻ تجعل مصيبتنا في ديننا، وﻻ تجعل الدنيا أكبر همنا وﻻ مبلغ علمنا، وﻻ تسلط علينا من ﻻ يرحمنا } رواه الترمذي وحسنه، والحاكم في المستدرك وقال على شرط البخاري وحسنه الشوكاني وأخرجه النسائي انظر تحفة الذاكرين ص 346 .

وقال إن هذا الحديث اشتمل على مطالب ينبغي لكل عبد أن يستكثر من طلبها ويكرر سؤالها وهي على ما يلي :

1- سأل ربه أن يرزقه الخشية وبذلك تصير الطاعات محبوبة للعبد والمعاصي مبغضة لديه .

2- أن يرزقه من الطاعة ما يبلغه به جنته .

3- أن يرزقه من اليقين ما يهون به مصائب الدنيا .

4- أن يمتعه الله تعالى بنعم السمع والبصر وكل القوى الظاهرة والباطنة إلى أن يموت الإنسان بكامل صحته فكأنها ترثه بعد موته لأنها باقية بعده، إلى آخر ما ورد من النعم. وكلها نعم عظيمة تقتضي منا أن نستكثر من ذلك الدعاء العظيم. 

وشدد: اجعلوه من أذكار الصباح والمساء ولو مرة واحدة في الصباح ومرة في المساء حتى تحصلوا على خيري الدنيا والآخرة. 

فوائد الإكثار من ذكر الله عز وجل

كما واصل حديثه عن الفوائد المتعددة لذكر الله تعالى كما عرضها الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى، مبينا ﺃﻥ ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺬﻛﺮ ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ، ﻭﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﻠﻐﻮ ﻭاﻟﻐﻔﻠﺔ ﻭﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ. ﻓﻠﻴﺘﺨﻴﺮ اﻟﻌﺒﺪ ﺃﻋﺠﺒﻬﻤﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﻭﻻﻫﻤﺎ ﺑﻪ، ﻓﻬﻮ ﻣﻊ اﻫﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﻵﺧﺮﺓ. 

وﻳﺴﻌﺪ اﻟﺬاﻛﺮ ﺑﺬﻛﺮﻩ ﻭﻳﺴﻌﺪ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ. ﻭاﻟﻐﺎﻓﻞ ﻭاﻟﻻﻏﻲ ﻳﺸﻘﻰ ﺑﻠﻐﻮﻩ ﻭﻏﻔﻠﺘﻪ ﻭﻳﺸﻘﻰ ﺑﻪ ﻣﺠﺎﻟﺴﻪ.

وﻳﺆﻣﻦ اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﺴﺮﺓ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ. ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﺠﻠﺲ ﻻ ﻳﺬﻛﺮ اﻟﻌﺒﺪ ﻓﻴﻪ ﺭﺑﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺴﺮﺓ ﻭﺗﺮﺓ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ. 

وﻣﻊ اﻟﺒﻜﺎء ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻮﺓ ﺳﺒﺐ ﻹﻇﻼﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﻌﺒﺪ ﻳﻮﻡ اﻟﺤﺮ اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻋﺮﺷﻪ، ﻭاﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺣﺮ اﻟﺸﻤﺲ ﻗﺪ ﺻﻬﺮﺗﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﻗﻒ. ﻭﻫﺬا اﻟﺬاﻛﺮ ﻣﺴﺘﻈﻞ ﺑﻈﻞ ﻋﺮﺵ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.

ولفت إلى ﺃﻥ اﻻﺷﺘﻌﺎﻝ ﺑﻪ ﺳﺒﺐ ﻟﻌﻄﺎء اﻟﻠﻪ ﻟﻠﺬاﻛﺮ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻲ اﻟﺴﺎﺋﻠﻴﻦ، ﻓﻔﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ «ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻣﻦ ﺷﻐﻠﻪ ﺫﻛﺮﻱ ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺘﻲ ﺃﻋﻄﻴﺘﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﻲ اﻟﺴﺎﺋﻠﻴﻦ» .        

ومن ﺃﻳﺴﺮ اﻟﻌﺒﺎﺩاﺕ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﻭﺃﻓﻀﻠﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻠﺴﺎﻥ ﺃﺧﻒ ﺣﺮﻛﺎﺕ اﻟﺠﻮاﺭﺡ ﻭﺃﻳﺴﺮﻫﺎ، ﻭﻟﻮ ﺗﺤﺮﻙ ﻋﻀﻮ ﻣﻦ اﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ اﻟﻴﻮﻡ ﻭاﻟﻠﻴﻠﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﺣﺮﻛﺔ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻟﺸﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻤﺸﻘﺔ ﺑﻞ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ذلك. 


-