قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كواعب البراهمي تكتب: انسانيتي ليست كما أريد

كواعب البراهمي
كواعب البراهمي

منذ أحداث غزة والاعتداءات الوحشية والغير آدمية على الأطفال والناس المسالمة، تغير بداخلي اشياء كثيره. وذلك حدث للكثيرين بالطبع . فلم نعد نشعر بالسلام تغيرت احوالنا وصحتنا ومواعيد نومنا وفقدنا شهيتنا . لأننا مع أهل غزة قلبا وقالبا .
وبرغم كوني اتأثر بكل ما يحيط بي ، وبرغم حزني على أي شيء يحدث لإنسان أو حيوان . ولكني لا أرض عن نفسي أريد أن أكون مثل هؤلاء من كل بقاع الأرض الذين وتعاطفوا، وحزنوا ،دون النظر الى جنس أو دين ،أو أي انتماء .
بل أن بعضهم من اليهود ، وبعضهم أيضا من سكان إسرائيل.
لم احب في نفسي ذلك التعصب الوطني والقومي والديني .
انا منتمية جدا لمصر ولكل ما هو مصري . لقد بكيت وانا أشاهد المواطن المصري المسيحي عندما تعرض للقرصنة ، وشاهدته على شاشة التلفاز في التسعينات . ولم أنم من الحزن عندما تم قتل المصرين في ليبيا ، وما بردت نار صدري إلا برد القوات المسلحة المصرية فجر ذات اليوم .
أنني حزنت على الذين استشهدوا في أحداث الإعصار في ليبيا والزلزال في المغرب و في ضحايا حرب العراق على يد أمريكا.
ولكنه حزن اقل من حزني على اي مصري .
ويؤسفني جدا أنني لم انفعل للضحايا في اوكرانيا بنفس القدر . رغم أنهم أخوة في الإنسانية.
ولا اهتم كثيرا لما يحدث في العالم من كوارث طبيعية بنفس القدر . وقد لا اتذكر على مدى اسبوع انه توجد حرب في أوكرانيا يموت فيها بشر .
لقد شعرت أن هؤلاء الشباب في أمريكا وبريطانيا وكل الدول الغربية الذين حزنوا لأهل غزة افضل مني انسانيا . فقد خرجوا و عبروا عن رفضهم ، والبعض اعتصم وامتنع عن الطعام والشراب لأنهم تضامنوا انسانيا. لم يحركهم مشاركة الوطن ، ولا الدين ، ولا الانتماء . ولكن حركتهم الإنسانية وحدها ، صحيح ما حدث يحرك الحجر الاصم . ولكنهم بعيد وغير عرب .بل أنهم لهم اهتمامات جعلتنا لا نعتقد أنهم يشعرون بالعالم، ونشعر أنهم انانيون.
كما انه في المقابل يوجد من هم بلا انسانية إطلاقا، فهم وحوش وقتلة ،بشر ولكن حرمهم الله رقة المشاعر ، واعدمهم الاحساس فيقتلون بدماء باردة. و لا أعرف كيف هؤلاء يعيشون حياتهم ، وهل يحبون أطفالهم ، و اقاربهم ، ويحزنون لحزنهم لو تألموا؟ لا أعتقد.
فهؤلاء حرمهم الله المشاعر ،و الاحساس .
اما انا فغير راضية عن نفسي لأنني لا أملك نفس المشاعر تجاه كل البشر سواء . صحيح لا احتمل أن أرى دماء مصاب ، ولا احتمل سماع انين مريض . و حتى لو كان حيوان . ولكن يحز في نفسي أنني لا اتجاوب مع كل البشر على حد سواء ، لا أشعر بالرضاء عن انسانيتي ، وربما تكون هي نعمة فقد لا اتحمل كل ما في هذا العالم من ظلم و قهر ، وهضم حقوق ، و إيذاء.
ولا املك إلا أن اسأل الله ان يرفع عنا غضبه ، ويحقن الدماء في كل مكان.