الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كريمة أبو العينين تكتب: قلى البيض وشواء الميركافا

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

يقولون أن شر البلية مايضحك وذلك ينطبق على التصريحات والمنشورات الاسرائيلية الأخيرة التى تبعث بها الى أهل غزة كى يتخلوا عن حماس ، ويسلموا قادتها إن علموا مكانهم الى قوات الاحتلال . فبعد مايقرب من ثلاثة أشهر من الحرب الشرسة الغاشمة ، والظالمة التى تشنها  اسرائيل مدعومة بالعتاد العسكرى والدعم الامريكى ضد أهل غزة العزل ؛ بزعم ان من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها ، ولا ندرى أى حق هذا الذى يجعل من المحتل صاحب حق وصولجان ، وينزع من صاحب الارض والعرض هذا الحق بل ويصفه بالارهابى . 

منظومة أخلاقية جديدة تحاول ان تفرضها الولايات المتحدة الاسرائلية ، تتلخص مبادئها فى ان اسرائيل دولة فوق القانون وفوق كل شىء وأى شىء، ؛ ومن حقها تقتل الابرياء ، وان تصيب ماتصيب منهم بلا أى لوم أو مطالبات بالتوقف عن القتل بدم بارد ؛ مهما كان عدد الشهداء والمصابين الذى تخطى السبعين ألفا حتى الان؛  والغد يحمل بالطبع المزيد فى ظل الغطرسة الاسرائيلية والدعم الامريكى ، الذى تنامى فى فترة رئاسة جون بايدن الذى أعطى الضوء الاخضر لاسرائيل بجنودها ومستوطنيها بأن تفعل ماتريد بالاراضى المحتلة وأهلها الصابرين المرابطين منذ اكثر من سبعة عقود . ووسط هذا الوضع المأساوي تزيد اسرائيل من بجاحتها وترسل وتلقى ان شئت التحديد بمنشورات على اهل غزة تقول لهم فيها ، أن حماس انتهت ولاتستطيع ان تقلى بيضة ، وتطالبهم بالتخلى عن حماس والاسراع بالتهجير القسرى الى جنوب القطاع أملا منها فى اجبار الدول المجاورة على قبول الغزاويين وتفريغ القضية الفلسطينية من محتواها وهدفها ، وعلى الفور جاء الرد من حماس على لسان أحد قادتها قائلا "صدقتم ياصهاينة فنحن بالفعل ليس لدينا وقت لقلى البيض ، فنحن مشغولون بشواء الميركافا ".

وللعلم لمن يجهل حقيقة الميركافا هذه هى دبابة إسرائيلية فائقة التكنولوجيا ؛ مصنعة بأيادي صهوينة خالصة تحدت بها العالم ان يصنع مثلها او يخترقها؛  ليأتى ابطال حركة المقاومة الاسلامية حماس ويفتكوا بهذا الاعجاز الصهيونى ، ومن المسافة صفر ؛ ليؤكدوا للدنيا كلها ان الجيش الاسرائيلى ضعيف وقوته زائفة محمية بتكنولوجيا صماء ، ويؤكدوا ايضا والكلام عن حماس ان حرب العقيدة قوية راسخة وكما قالوا "كيف تقضون على أناس على يقين بأن الموت ليس نهاية وان الله يبشر المقاتلين باحدى الحسنيين النصر أو الشهادة ". 

وكما يقول دوما المتحدث باسم حماس المناضل ابوعبيدة " إنه جهاد ، نصر أو استشهاد "…
بين قلى البيض ، وشواء الميركافا يلوح فى الافق ارهاصات وتنبؤات اعلن عن جزء منه اعتراف جندى اسرائيلى من لواء جولاني الذى سحبته قوات الاحتلال مؤخرا عقب خسارة اربعين فى المئة من قدراته وقواته؛  فقد قال هذا الجندى وهو يرتعد" بأنه يتبول على نفسه خوفا من المقاومة الفلسطينية واسلحتها وطريقتها فى المباغتة والقنص ، وأنه تعب وأحبط من كثرة مارآه من قتلاه ومصابيه ، بل انه اعترف بأنه أصبح مدمن كحول كى يستطيع النوم لأن الخوف يتربع فى قلبه والقلق يحيط به من كل صوب وحدب ". هذه الاعترافات تفتح باب قبول اسرائيل لشروط حماس بوقف الحرب الاسرائيلية الشرسة ضد غزة واهلها ؛ والدخول فى مفاوضات تبادل رهائن اسرائيليين لدى حماس ؛ واسرى فلسطينين فى السجون الاسرائيلية منذ عقود على رأسهم البرغوثى واحمد سعادات .

وعلى الرغم من سعى إسرائيل المتواصل للضغط من أجل تنفيذ مخططها الهادف للتهجير القسرى إلا أن الواقع يؤكد أن إسرائيل فقدت مارسخت له منذ بدايتها ، وزرعها فى الأراضى المحتلة ؛ من كونها نموذج ديمقراطى وحيد فى منطقة بعيدة عن ذلك ، وأيضا فقدت الدعم الشعبى فى معظم انحاء العالم على رأسهم الولايات المتحدة التى اوضحت استطلاعات للرأى ان ما يقرب من نصف سكان الولايات المتحدة يرون أن إسرائيل مغتصبة ؛ وأن حل الصراع الحالى يكمن فى نهاية إسرائيل وعودة الحق إلى أهله الفلسطينيين. هى إذن مسألة وقت كما قالت الراحلة شيرين أبو عاقلة التى اغتالتها الصهيونية الاسرائيلية مثلما تغتال حاليا الصحفيين الذين تخطى عددهم المئة حتى الآن . 

وقت ثمنه فادح من أرواح الأبرياء الفلسطينيين ولكن الحرية قادمة ووعد الله نافذ ؛ وسيعود الحق إلى أصحابه لأن الظلم زمنه ساعة والحق قائم حتى قيام الساعة.