الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إفساد مخططات إسرائيل الخبيثة في المنطقة.. ماذا ناقش السيسي ورئيس إيران؟

الرئيس السيسي والرئيس
الرئيس السيسي والرئيس الايراني

تعمل مصر على إيجاد حل عاجل وسريع ووقف للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي دخل يومه الـ 80 مخلفا أكثر من 20 ألف شهيد، دون بوادر تذكر لوقف إطلاق النار، في ظل الدعم والغطاء السياسي، الذي توفر الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية لإسرائيل للقضاء على سكان غزة وتحويل القطاع لمقبرة جماعية لما يفوق 2.3 مليون فلسطيني.

وشكلت المباحثات الثنائية والاتصالات المتعددة التي تجريها القيادة السياسية في مصر، مع مختلف زعماء وقادة دول العالمين العربي والإسلامي، إضافة لبعض اللاعبين الإقليميين والدوليين وبينهم إيران، امتدادا للأدوات التي تستخدمها الدولة المصرية للبحث عن انفراجة، ووقف للتصعيد الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة.

إيران تتواصل مع مصر 

وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي من نظيره الإيراني اتصالا هاتفيا ليؤكد أن الانفتاح الذي تمارسه الجمهورية الجديدة مع كل اللاعبين، انفتاح يتجاوز حدود اختلاف وجهات النظر.

ووجه الرئيس الإيراني  إبراهيم رئيسي، التهنئة إلى الرئيس السيسي على الفوز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وإعادة انتخابه رئيسا لمصر، حيث ثمن الرئيس من جانبه هذه اللفتة المقدرة.

وتطرق الاتصال أيضا إلى التباحث حول تطورات الأوضاع في قطاع غزة، فضلا عن متابعة النقاش حول مسار تناول القضايا العالقة بين البلدين.

ودارت المباحثات بين الزعيمين حول الملف الفلسطيني وبالتحديد الحرب في غزة، والتي لم تكن الأولى، حيث سبق أن التقى الزعيمان للمرة الأولى على هامش القمة العربية الإسلامية المشتركة التي استضافتها الرياض نوفمبر الماضي، لبحث العدوان الإسرائيلي الغاشم.

وخلال لقاء الرئيس السيسي بالرئيس الإيراني، تباحث الطرفان بشأن تطورات الأوضاع في غزة، وتم تأكيد الموقف الثابت للدولتين من حيث رفض تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين، مع ضرورة تحقيق وقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية لإنهاء معاناة أهالي غزة، واستمرار الجهود لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقا للمرجعيات الدولية ذات الصلة، بحسب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.

كما تطرق الحديث للعلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في سوريا، حيث أكد الرئيس حرص مصر على التسوية السياسية الشاملة بما يحقق المصالح العليا للشعب السوري الشقيق ويحفظ وحدة وسلامة سوريا ويستعيد الأمن والاستقرار بها.

من جانبها قالت مديرة وحدة الرصد والترجمة بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، شيماء المرسي، أثار الاتصال بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسيا، تساؤلات الكثير حول مستقبل العلاقات بين القاهرة وطهران، وهل ستتحقق النبوءة الإيرانية في عودة العلاقات الدبلوماسية، وترتيب زيارة قريبة بين الرئيس المصري والرئيس الإيراني، خاصة وأن إيران أخذت خطوة استباقية بعد الكثير من الشعارات والخطابات السياسية، حيث استغل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي فرصة فوز الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالانتخابات الرئاسية، وبادر في أول اتصال هاتفي بينهما بالتهنئة، ومناقشة تعزيز العلاقات وتطور الأوضاع في غزة.

علاقات مصر وإيران

وأضافت "المرسي" في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه ولا يخفى على المتابع لملف العلاقات المصرية الإيرانية أن مسألة إحياء العلاقات بين إيران ومصر ليست فكرة جديدة؛ وقد جرت محاولات مماثلة خلال العقود الثلاثة الماضية، ولكن دون جدوى. ومع ذلك، فإن ما يميز المحاولة الإيرانية هذه المرة، هما عاملان: الأول، مستوى الجهود المبذولة، والثاني، الديناميكيات الإقليمية والعالمية المتغيرة.

وفيما يتعلق بالجهود السابقة، فكان للعراق وعمان جهود مهمة، لتسهيل المحادثات المباشرة، والتقريب بين الطرفين، وما ثمن هذه الجهود، هو الرغبة الإيرانية في تحقيق تطورات جيدة، تخدم المستويين الأمني والسياسي؛ بما يؤدي إلى تعزيز العلاقات بين البلدين. ولهذا انتهزت الحرب الدائرة بين إسرائيل وغزة، لتحقيق مزيد من التقارب، وكان أبرز تلك المحاولات، هو إجراء وزير الخارجية الإيراني أمير عبد الإلهيين منذ بداية الحرب، اتصالات هاتفية مع نظيره المصري سامح شكري للتباحث حول الأوضاع الأمنية والإنسانية في قطاع غزة، وتحذير مصر من مساعي إسرائيل لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء المصرية ولأن إيران رأت تجاوبا مصريا في التباحث معها، لم يكن مفاجئا اتصال الرئيس الإيراني بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأنها الفرصة الأمثل من أجل إذابة الجليد في العلاقات بين القاهرة وطهران.

تابعت: فيما يخص العامل الثاني، أي تأثير الديناميكيات الإقليمية والعالمية لا شك أن إحياء العلاقات الإيرانية السعودية كان له آثاره الإيجابية في جميع أنحاء المنطقة، وخلق أجواء مناسبة لخفض التصعيد لم تشهدها العقود الماضية لأن تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، سيقلل من أي معارضة من دول مجلس التعاون الخليجي لقرار القاهرة في تطبيع العلاقات مع طهران، خاصة وأن شراكة الصداقة، والحفاظ على الأمن الإقليمي بين مصر وبين دول الخليج، هو أولى المهام التي وضعتها مصر على عاتقها، وبالتالي نجاح إيران في ترميم علاقتها بدول الخليج، وتوجهها نحو مصر، يعني نجاح إيران في تغيير سياساتها العدائية، وتخفيف حدة التوتر في المنطقة، وما سيؤول إلى تعزيز دعائم الاستقرار والحفاظ على مقدرات الأمن القومي العربي.

وتوقعت مديرة وحدة الرصد والترجمة بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أن يكون هناك عودة حقيقية للعلاقات بين إيران ومصر، ولكنها ستأخذ بعض الوقت، خاصة وأن إسرائيل تمارس ضغوطا مستفزة على الرئيس الأمريكي جوبايدن لإقناع مصر بفتح حدودها أمام النازحين الفلسطينيين. وبرغم رفض مصر الصريح والواضح للمطالب الإسرائيلية، لكن لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جهة والإعلام الإسرائيلي من جهة مستمر في الضغط على مصر وحتى التهديد، وإيران تدرك هذا الأمر جيدا، وتدرك أيضا أن استغلال إسرائيل لقضية فتح الحدود المصرية أمام الفلسطينيين يعني تصفية للقضية الفلسطينية. وهو الأمر الذي لن تقبل به مصر أو حتى إيران، وهذه هي النقطة المشتركة حاليا بين البلدين.

واختتمت، فلسطين تمثل أهمية لإيران على عدة مستويات جيوسياسية. وبعيدا عن الجانب الديني، فإيران دعمت الفصائل الفلسطينية لدعم قضيتهم من جهة، والنكاية بإسرائيل، وتهديد أمنها من جهة أخرى، وذلك للرد على التهديد الإسرائيلي لها في سوريا، وبما أن تطبيع العلاقات الإسرائيلية العربية كان يمثل هاجسا لإيران، وتقويضا فعليا لمصالحها في المنطقة. جاءت الحرب لتعيد النظر تجاه طبيعة العلاقات مع إسرائيل والاتفاقات الإبراهيمية، مؤكدة أن إران تعمل الآن على حشد القوى الإقليمية إلى صفها في دعم القضية الفلسطينية، ووقف العدوان الإسرائيلي.

الملفات الإقليمية العالقة

وتعدد التواصل المصري الإيراني عبر اللقاءات الثنائية على المستوى الرئاسي والاتصالات الهاتفية تحمل مدلولات أخرى، حيث تؤكد أن مصر لا تدخر وسعا دبلوماسيا لإجراء مناقشات جادة مع كل الأطراف الدولية وخاصة الأطراف المؤثرة إقليميا بغية احتواء الموقف وضمان عدم استفحال الصراع إلى أزمة إقليمية كبرى بما يتماشى مع رؤيتها في هذا الصدد، كما تؤكد أن مصر عازمة على بذل كل مساعيها الممكنة للحيلولة دون تفاقم الموقف وللحد من أضرار العمليات العسكرية الوحشية التي تقوم بها إسرائيل.

يأتي التواصل المصري الإيراني في وقت بالغ الحساسية للإقليم ويرسخ فكرة استمرار الاتصالات الثنائية مع كل الأطراف لصياغة موقف قوى وموحد عربيا وإسلاميا، مما يحدث بما يشكل جبهة ضغط قوية على الموقف الدولي ومواجهة المسارات الإنسانية والدبلوماسية الملحة التي يتعين العمل على حلها بشكل ناجع.

ويدل التواصل على الموقف المصري الذي كان ولا يزال وسيستمر مشجع على الانفتاح على كافة القوى الدولية بما يخلق مسارا لوقف العدوان وتجنيب المنطقة مزيد من الضغط أو مخاطر توسيع نطاق الصراع.

ويأتي التواصل عقب سلسلة لقاءات واتصالات مختلفة بين وزير الخارجية سامح شكري ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.

وخلال العدوان الإسرائيلي، أجرى شكري اتصالا هاتفيا في 7 نوفمبر الجاري، بعبد اللهيان، بحثا خلاله الأوضاع الأمنية والإنسانية في قطاع غزة، حيث ناقش الوزيران الإعداد للقمة الإسلامية، وتبادلان التقييمات بشأن الوضع الأمني والإنساني في قطاع غزة - بحسب متحدث الخارجية حينها.

واستعرض شكري خلال الاتصال الموقف بشأن إنفاذ المساعدات الإنسانية، مؤكدا "ضرورة منع توسيع رقعة الصراع ".