الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتاوى تشغل الأذهان| هل يجوز بيع وشراء جسد الإنسان أو شيء من أعضائه؟ وكيف تصلي على النبي ألفا وتفك كربك في دقيقة؟

فتاوى تشغل الأذهان
فتاوى تشغل الأذهان

فتاوى تشغل الأذهان

هل يجوز القيام  بالبيع والشراء لجسد الإنسان أو شيء من أعضائه؟

كيف تصلي على النبي ألفا وتفك كربك في دقيقة؟

حكم التحية بقول صباح الخير بدلا من السلام عليكم

 

نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلم في حياته اليومية، نرصد أبرزها في تقرير عن فتاوى تشغل الأذهان لدى كثير من الناس.

في البداية .. قالت دار الإفتاء إن  الله- سبحانه وتعالى- كرم الإنسان ورفع شأنه، وعظَّم حرمته؛ قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ [الإسراء: 70]، واعتبر جسده أمانةً: فلا يجوز التصرف فيه بما يسوءه أو يرديه، ولو كان هذا التصرف من صاحب الجسد نفسه، ولذا حَرَّم اللهُ تعالى إزهاقَ الروح، وإتلافَ البدن إلَّا بالحق؛ فقال تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ [الأنعام: 151]، وقال تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا﴾ [البقرة: 195].

يقول الإمام القرافي في "الفروق" (1/ 141، ط. عالم الكتب): [حرَّم.. القتل والجرح صونًا لمهجته، وأعضائه، ومنافعها عليه، ولو رضي العبد بإسقاط حقه من ذلك لم يعتبر رضاه، ولم ينفذ إسقاطه] اهـ.

وأضافت أن من مقتضيات هذا التكريم: حرمة التعرُّض لجسد الآدمي أو أجزائه بالبيع والشراء؛ إذ في إيراد العقد على شيءٍ من ذلك بالبيع والشراء امتهانٌ وإذلالٌ له.

قال العلامة ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار على الدر المختار" (5/ 58، ط. دار الفكر): [الآدمي مكرَّمٌ شرعًا ولو كافرًا، (قوله: ذكره المصنف)؛ حيث قال: والآدميُّ مكرَّمٌ شرعًا وإن كان كافرًا، فإيراد العقد عليه وابتذاله به وإلحاقه بالجمادات إذلالٌ له. اهـ. أي: وهو غير جائز، وبعضه في حكمه وصرَّح في "فتح القدير" ببطلانه] اهـ.

وقال العلامة العدوي المالكي في "حاشيته على شرح مختصر خليل للخرشي" (1/ 83، ط. دار الفكر): [(تنبيه): سُئِلَ مالكٌ عن بيع الشعر الذي يُحلَقُ من رءوس الناس؟ فكرهه] اهـ، والشَّعْر: جزء من الإنسان يُلْحَق به غيره بجامع اشتراكهما في أنهما جزء الإنسان.

وأوضحت أن الكراهة المنقولة هنا عن الإمام مالكٍ حَمَلَهَا بعضُ المالكية على التنزيه، وظاهر كلام الإمام ابن عبد البر يفيد حَمْلَهَا على التحريم. ينظر: "الكافي" لابن عبد البر (ص: 328، ط. دار الكتب العلمية-بيروت).

وقال الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج" (1/ 406، ط. دار الكتب العلمية): [والآدمي يحرم الانتفاع به وبسائر أجزائه؛ لكرامته] اهـ.

وقال العلامة البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع" (1/ 57، ط. دار الكتب العلمية): [(ولا يجوز استعمال شَعْر الآدمي) مع الحكم بطهارته (لحرمته) أي: احترامه؛ قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ [الإسراء:70]، وكذا عظمه، وسائر أجزائه] اهـ.

وأكدت أنَّ مِن شروط البيع المتَّفق عليها: كون المبيع ملكًا للبائع، أو مأذونًا له بالتَّصرُّف فيه. ينظر: "بدائع الصنائع" للإمام للكاساني (5/ 147)، و"المجموع" للإمام النووي (9/ 259، ط. دار الفكر)، و"المغني" للعلامة ابن قدامة (4/ 155، ط. مكتبة القاهرة)؛ فقد روى الإمامان أحمد في "المسند" وأبو داود في "السنن" عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا تَبِعْ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ». أي: ما لا تملك.

وبناءً على ما سبق : لا يجوز إجراء البيع والشراء على الآدميِّ الحُرِّ، أو أجزائه المتَّصلة به؛ لأنَّ ذلك هو المقصود من تكريمه وحُرْمة جسده. 

وفي بيان كيف تصلي على النبي ألفا وتفك كربك في دقيقة ؟، قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر والمفتي السابق بهذه الصيغة: اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النُّورِ الذَّاتِيِّ وَالسِّرِّ السَّارِي فِي جَمِيعِ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ.

وتابع: قال سيدي أحمد الصاوي: هذه صلاة النور الذاتي لسيدي أبي الحسن الشاذلي –رضى الله عنه ونفعنا به- وهي بمثابة ألف صلاة وعدتها خمسمائة لفك الكرب. وذكرها ابن عابدين في ثبته نقلًا عن ثبت الشراباتي فقال : كيفية صلاة جليلة أخذتها سابقًا عن شيخنا العارف بالله السيد أحمد البغدادي القادري ، ونسبها لبعض العارفين وهي : اللهم صلِّ على سيِّدنا محمد النور الذاتي الساري في جميع الآثار والأسماء والصفات وعلى آله وصحبه وسلم.

وأفاد سيدي الشيخ أحمد الملوي في صلوات له أنها للإمام الشاذلي وأنها بمائة ألف صلاة وأنها لفك الكرب ، ولكنها بزيادة ونقص على ما تقدم وهذه صورتها : اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيِّدنا محمد النور الذاتي والسر الساري في جميع الأسماء والصفات.

وذكرها الشيخ محمد عقيله في صلوات له بلفظ : اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيِّدنا ومولانا محمد النور الذاتي والسر الساري سره في جميع الآثار والأسماء والصفات وسلم تسليمًا.

قال الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، إن السلام عليكم هي تحية أبيك آدم عليه السلام كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فعن ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: " ﺧﻠﻖ اﻟﻠﻪ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺗﻪ، ﻃﻮﻟﻪ ﺳﺘﻮﻥ ﺫﺭاﻋﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﺧﻠﻘﻪ ﻗﺎﻝ: اﺫﻫﺐ ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻟﺌﻚ، اﻟﻨﻔﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ، ﺟﻠﻮﺱ، ﻓﺎﺳﺘﻤﻊ ﻣﺎ ﻳﺤﻴﻮﻧﻚ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺤﻴﺘﻚ ﻭﺗﺤﻴﺔ ﺫﺭﻳﺘﻚ، ﻓﻘﺎﻝ: اﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ، ﻓﻘﺎﻟﻮا: اﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺭﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ، ﻓﺰاﺩﻭﻩ: ﻭﺭﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ، ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺁﺩﻡ، ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ اﻟﺨﻠﻖ ﻳﻨﻘﺺ ﺑﻌﺪ ﺣﺘﻰ اﻵﻥ " انظر صحيح البخاري حديث رقم ٦٢٢٧ . 

وأضاف: فالسلام هو تحية المسلمين من عهد أبيهم آدم عليه السلام فهي تحية أمره بها ربه عز وجل بل هي تحية ذريته من بعده بنص حديث البخاري، أما صباح الفل فهي تحية بديلة والسلام أفضل منها.

كما أن الله تعالى أرشدنا في القرآن الكريم صراحة إلى التحية بالسلام ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ) ولم يقل حتى تستأنسوا وتصبحوا على أهلها بالفل أو الورد والخير كل الخير في اتباع هدي القرآن الكريم.

إلا أن دار الإفتاء المصرية، أفتت بأن العلماء اختلفوا حول حكم التحية بقول صباح الخير أو السلام عليكم، فالرأي الأول قال بجواز ذلك وبلاش نكبر الموضوع ونصعب الأمور على أنفسنا، أما الرأي الثاني فقال بعدم مشروعية ذلك، والأفضل الإلتزام بتحية الإسلام.

قول صباح الخير أو صبحك الله بالخير، أو تصبح على خير ليست حراما، هكذا رد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.

وأضاف: "إحنا بنعمل من الحبة مشكلة كبيرة، فالإمام أحمد قال له أحد تلاميذه كيف أصبحت؟.. وكانت العرب تقول عم صباحا، فالأفضل والسنة والثواب هى قول السلام عليكم، ففيها ذكر لله".

أما الفريق الآخر من العلماء فقالوا:  لا يجوز هذا، الواجب أن يبدأ بالسلام، السلام عليكم ما هو صباح الخير مساء الخير، أقول: السلام عليكم، وإذا قال: ورحمة الله وبركاته أكمل وأفضل، ثم بعد ذلك يقول: صباح الخير، صبحكم الله بالخير، مساكم الله بالخير، كيف حالكم، كيف أولادكم، كيف أهلكم، ... شيء زيادة احتفاء طيب، لكن يبدأ بقوله: السلام عليكم، هذا أقل شيء، وإن زاد: ورحمة الله وبركاته؛ كان أكمل، وهكذا كان النبي ﷺ مع أصحابه، ودخل مرة عليه رجل فقال: السلام عليكم، قال: عشر -يعني: عشر حسنات- ثم دخل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فقال: عشرون -يعني: عشرون حسنة، يعني: حصل له عشرون- ثم دخل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال: ثلاثون يعني: ثلاثون حسنة، فالفضل في هذه الصيغة بدءا وردا.