الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أوروبا على شفا شتاء قارس| توتر الشرق الأوسط يدفع البترول لأسعار قياسية.. وتحذير عالمي

صدى البلد

دخلت الحرب بين إسرائيل وحماس شهرها الرابع وذلك بعد أن شنت حماس هجوماً على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 في عملية سميت بطوفان الأقصى وهو ما ردت عليه إسرائيل بعملية سميت بالسيوف الحديدية .

ارتفاع أسعار النفط

وتعتبر الحرب بين إسرائيل وحماس أكبر تهديد لسوق الطاقة العالمي، حيث تمثل منطقة الشرق الأوسط ما يقرب من ثلث العرض العالمي من النفط، ويمر من مضيق هرمز الاستراتيجي نحو 20% من الإمدادات العالمية، أو ما يوازي 30% من إجمالي النفط الذي يتم نقله بحرا.

ومع اتساع النزاع يخشى المحللون أن يصل النزاع ليضم الدول القريبة المنتجة للنفط مثل إيران والسعودية، وخاصة إذا قامت إيران بإغلاق مضيق هرمز.

وارتفعت أسعار النفط، أمس الجمعة، مع اقتراب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في جولة بالشرق الأوسط تستغرق أسبوعًا؛ سعيًا لاحتواء التوتر الإقليمي الذي أججه الصراع بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية.

كما ارتفع سعر العقود الآجلة لخام برنت عند التسوية 1.17 دولار، أو ما يعادل 1.51 بالمئة؛ ليبلغ 78.76 دولار للبرميل، بحسب وكالة "رويترز".

وارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي 1.62 دولار، أي ما يوازي 2.24 بالمئة لتسجل 73.81 دولار للبرميل، ويتجه كلا الخامين القياسيين لإنهاء الأسبوع الأول من العام على ارتفاع؛ ليعوضا الخسائر نتيجة الزيادات الكبيرة في مخزونات البنزين ونواتج التقطير الأمريكية.

ويشار إلى أنه كان قد حذر البنك الدولي من ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 150 دولارا للبرميل إذا تصاعد الصراع في الشرق الأوسط.

وقال البنك الدولي، إنه في ظل أسوأ السيناريوهات، قد يتطور وضع مماثل لأزمة النفط في السبعينيات، وقد يدفع هذا أسعار النفط إلى الارتفاع لما بين 140 و157 دولارا للبرميل.

وقال إنديرميت جيل، كبير الاقتصاديين في البنك الدولي: "إن الصراع الأخير في الشرق الأوسط يأتي في أعقاب أكبر صدمة لأسواق السلع الأساسية منذ السبعينيات - حرب روسيا مع أوكرانيا. وكان لذلك آثار مدمرة على الاقتصاد العالمي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا".

وقفزت أسعار الغاز الأوروبية في أكتوبر ٢٠٢٣ بسبب خشية المستثمرين من أن يؤدي تعطل خطوط الأنابيب قرب قطاع غزة، إلى الإضرار بالإمدادات العالمية.

وقال أيهان كوس، نائب كبير الاقتصاديين في البنك الدولي: "إذا استمر ارتفاع أسعار النفط، فإن هذا يعني حتما ارتفاع أسعار المواد الغذائية".

وأضاف: "إذا حدثت صدمة حادة في أسعار النفط، فإنها ستؤدي إلى ارتفاع تضخم أسعار المواد الغذائية الذي ارتفع بالفعل في العديد من البلدان النامية. وفي نهاية عام 2022، كان أكثر من 700 مليون شخص – أي ما يقرب من عُشر سكان العالم - يعانون من سوء التغذية".

وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، إن الحرب في غزة "لا تجلب أخباراً جيدة" لأسواق النفط المنهكة بالفعل، بسبب تخفيضات إنتاج النفط من المملكة العربية السعودية وروسيا وتوقع طلب أقوى من الصين.

تأثير الحرب على إمدادت الطاقة

وفي منتصف أكتوبر ارتفع سعر الغاز عبر منصة تداول عقود الغاز الهولندية (تي تي إف)، وهي المؤشر الأوروبي للغاز الطبيعي، بمقدار الثلث مقارنة بما كان عليه قبل هجوم حماس.

وقال جيوفاني ستونوفو من "يو بي إس"، إنه "على الرغم من أن المخزونات الأوروبية ممتلئة تقريبا، إلا أنها ليست كافية لتجاوز فصل الشتاء إذا توقفت جميع الواردات".

وإذا ما استمرت الحرب في غزة وما قد يتمخض عنها من تداعيات، فإن هذا سيقلل من قدرة أوروبا على التعامل مع أية أحداث أخرى غير متوقعة - مثل شتاء قارس أو انقطاع الإمدادات من مناطق أخرى - الأمر الذي من شأنه أن يزيد احتمالات صعود أسعار الغاز، وفقا لبنك غولدمان ساكس.

ويقول محلل شؤون النفط، إدواردو كامبانيلا، إن "إسرائيل ليست منتجا للنفط، ولا توجد بنية تحتية دولية كبرى للنفط بالقرب من قطاع غزة"، ورغم ذلك يبقى أحد المخاطر الرئيسية في التدخل المباشر لإيران، الداعمة لحركة حماس والتي تعد عدوا لدودا لإسرائيل، في النزاع.

ويقول كامبانيلا إن السعودية والإمارات العربية المتحدة فقط، من بين دول المنطقة، لديهما خطوط أنابيب لشحن النفط الخام خارج الخليج، من دون المرور عبر مضيق هرمز.

وحتى في حال عدم تدخل إيران بشكل مباشر في النزاع، يمكن أن تشدد الولايات المتحدة من العقوبات على طهران في حال ثبوت تورطها في هجوم حماس على إسرائيل، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم الضغوط على سوق النفط الذي يعاني أصلاً من نقص المعروض.

ويرى محللون أنه من غير المرجح أن تشدد الولايات المتحدة العقوبات على إيران، دون موافقة السعودية على تعويض البراميل الإيرانية المفقودة، وهو أمر لا يتوقع حدوثه وفقا لهم.