الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كريمة أبو العينين تكتب: حتى الماشية يا ليشع !!

صدى البلد

لعل ما يجعلك تبصم بالعشرة على أن ما تقوم به دولة الاحتلال من تدمير ودمار وابادة جماعية فى قطاع غزة ليس الا مجرد جزء صغير من ميراث فكرى وعقائدى متوارث من اجداد الجدود ؛ مايحكى عن حبر يهودى عرف عنه اجادته فن المماطلة ،والكذب ، والخداع لدرجة انه صار صاحب مدرسة يأتى اليه من يريد الاستفادة والافادة فى حياتة الخاصة والعملية ، هذا الحبر اليهودى كان له ابنا او تلميذا لم نتأكد من صلته به ، الا اننا تأكدنا من محبة هذا الحبر لمريده وكان يسمى " ليشع " وكان شابا ذكيا لدرجة الخبث ورث من حبره كل الصفات وزاد عليها وتفوق على استاذه ، وصار الناس يذهبون الى ليشع ، وتركوا الخبر ولو جزئيا لان ليشع كان مبدعا فى تعليمهم المراوغة والتهرب من سداد الحقوق والمستحقات بطريقة بهلوانية ، ومع مرور الايام والسنوات اصبح يضرب بليشع المثل فى الاحتيال والنصب وجعل اصحاب الحقوق كاذبين ، والمنافقين والسارقين اصحاب حق بليغ ، كبر الحبر وكان يملك الكثير من الاراضى والمساكن والحظائر التى تعج بالحيوانات واكثرهم من الماشية لاسباب دينية لدى الحبر ، ومع كبر  سن الحبر زاد طمع ليشع فى الاستيلاء على ممتلكات معلمه بطريقة تجعل ليشع صاحب حق وليس مستولى او مستوطن ، وأبدع ليشع فى انتهاج اساليب وطرق قانونية مكنته من الاستيلاء على ممتلكات معلمه واحدة تلو الاخرى ؛ حتى جاء الدور على ممتلكات الحبر من الماشية ولم يتركها له ليشع ؛ رغم ترجى الحبر له وحثه على ترك الماشية يتقوت منها ويستكمل من خلالها ماتبقى له من عمر من الحصول على لبنها وصوفها ولحمها ؛ الا ان ليشع بكى وصرخ ، وتجمع الناس حوله وسمعوا صراخه ، وهو يشكو الحبر الذى لايريد اعطاءه املاكه التى صبر عليها دهرا من اجل العشرة والعيش والملح ؛ وهنا جاءت المقولة اليهودية الخالدة فى التراث العبرى " حتى الماشية يا ليشع "؟
على هذه القصة عليك ان تعرف وتفهم الفكر الصهيونى الذى تراه الان ممثلا فى الهجمة الشرسة والحرب اللااخلاقية على غزة واهلها ؛ فهم لديهم فكر راسخ بأن كل ماتقع عليه اعينهم يصبح ملكهم وما تقتنيه ليس ملكك بل يخص ليشع واهله . الفكر الصهيونى يرى انه الاحق فى كل شىء وبأن من يواجههم فى هذه الاحقية مصيره الضياع والنهاية . تعامل القوات المحتلة مع اهل غزة والضفة بهذه الفجاجة والقسوة واللاانسانية نابع من أفكار عقائدية مفادها ان بنى إسرائيل هم الاقوى والابقى وبنو اسماعيل عليه السلام هم الادنى بل وهم العبيد . التفكير الصهيونى ليس وليد هذه المرحلة ولكنه فكر قديم متشبث بعقيدة "أنا ومن بعدى الطوفان "، هذه العقيدة لاترى فى قتل الاطفال والنساء والشيوخ اية جريمة،  بل بالعكس فهو واجب مقدس ومبارك من قبل تربيتهم الدينية الخاطئة ، وما يؤكد مانقوله ماذكره جندى اسرائيلى وهو يحكى وبمنتهى الاريحية عن بحثه عن  اطفال رضع ليقتلهم ؛ وعندما لم يجد مراده فى حربه فى وسط غزة اضطر لقتل صبية فى الثانية عشر من عمرها برصاصة فى رأسها ، ومجندة اسرائيلية أخرى تحكى وهى تضحك بهستيريا ؛ عن قتل عددا من الاطفال لاتستطيع احصاءهم من كثرتهم فى غزة واحدا تلو الاخر ، وبدون ادنى مشاعر انسانية ، هؤلاء المجندين وصفتهم يهودية امريكية بأنهم تلقوا هذا  الفكر والاسلوب وهم أجنة فى بطون امهاتهم ؛ وترعرعوا ، وكبروا على فكرة "نحن الافضل وغيرنا ويقصد هنا العرب بصفة عامة والفلسطينيين بصفة خاصة رعاع ". 
ليشع أرسى مبادئه ورسخ لها وجاء من بعده كافة اللواشع ليمضوا قدما وبنفس الفكر والرؤية على سلب ممتلكات الفلسطنيين لان ليشع علمهم ان يسرقوا اصحاب الارض والتاريخ حتى يتسنى لهم بعد ذلك السرقة الكبرى وهى سرقة العقول وتزييف الواقع من اجل خدمة افكارهم ونشر مبادئهم التى يحرصون على التمسك بها وتوريثها من جيل لآخر خوفا من ضياع اهدافهم ودولتهم المزعومة ، ليشع واحلامه واحلام بنى قومه صدمها بل وهز عرشها طوفان الاقصى؛  وهدد أمن إسرائيل الزائف وصلفها ، واعتدادها بقوتها،  ووصف جيشها بالذى لايهزم ، ففى السابع من اكتوبر وضع أول مسمار فى نعش الدولة الاسرائيلية وأصبحت الدلائل كلها تؤكد نبؤة عدم اكتمال هذه الدولة عامها الثمانين فى اى عصر من العصور وهى الان على ابواب الثمانين وعليه فلابد ان يكون المسلمين على وضوء واستعداد دائم للصلاة فى المسجد الاقصى الشريف رغم أنف ليشع …