الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جدار حجري تحت بحر البلطيق يكشف عادات الصيد قبل 11 ألف عام

صدى البلد

كشف دراسة حديثة عن جدار حجري ضخم يعتقد أنه بني قبل حوالي 11 ألف عام لاصطياد حيوانات الرنة، وذلك في موقع كان آنذاك يابسا تمامًا تحت مياه بحر البلطيق بالقرب من ألمانيا.

بقايا جدار صيادي ما قبل التاريخ:

يتكون الجدار من 1670 حجرا، ويبلغ طوله حوالي 975 مترا (ثلثي ميل)، وارتفاعه متر واحد وعرضه مترين.

تم اكتشافه باستخدام تقنيات السونار والغوص في الموقع الذي يقع على عمق 21 مترا على بعد حوالي 10 كيلومتر شرق ريريك، ألمانيا، في خليج مكلنبورج.

يعتبر الباحثون هذا الجدار واحدا من أكبر الهياكل الحجرية من تلك الحقبة (الهولوسين المبكر) في أوروبا.

استخدام محتمل: ممر لصيد حيوانات الرنة؟

يشير الباحثون إلى أن جدران مشابهة من عصور ما قبل التاريخ كانت تستخدم كممرات لاصطياد حيوانات الرنة عن طريق توجيههم نحو أماكن محددة للصيد.

يرجحون أن جدار خليج مكلنبورغ استخدم على الأرجح في اصطياد حيوانات الرنة التي كانت منتشرة في تلك المنطقة من أوروبا آنذاك.

غمر ارتفاع مستوى سطح البحر الناجم عن ذوبان الصفائح الجليدية بعد العصر الجليدي الأخير المنطقة منذ حوالي 8500 عام، ما أدى إلى غرق الجدار وغيره من المناطق التي تتألف منها الآن أجزاء من بحر البلطيق ومنطقة "دوغرلاند" التي كانت تربط بريطانيا بالقارة الأوروبية.

اكتشاف صدفة خلال رحلة بحرية تعليمية:

اكتشف الجدار بالصدفة عام 2021 خلال رحلة بحرية لتعليم طلاب تقنيات الجيوفيزيا البحرية.
يقول ياكوب غييرسن، عالم الجيوفيزيا البحرية في جامعة كيل بألمانيا، “كانت مفاجأة كبيرة، لم نكن نبحث عن أي هيكل لأننا لم نكن نعلم بوجوده، ولكن البيانات التي حصلنا عليها من جهاز صدى متعدد الحزم أظهرته لنا على قاع البحر”.

قام الباحثون الآن برسم خريطة مفصلة للجدار باستخدام معدات سونار على القوارب وعلى مركبة تحت الماء ذاتية القيادة، كما قاموا بغوصات في مواقع مختلفة على طول الجدار وأخذوا عينات من الرواسب المحيطة.

 وتشير كل هذه التحقيقات إلى أنه بُني عمدًا على اليابسة وليس نتيجة لظاهرة طبيعية.

خطط مستقبلية للكشف عن المزيد من أسرار الجدار:

يخطط الباحثون للبحث عن قطع أثرية مدفونة على طول الجدار للكشف عن المزيد عن تاريخ بنائه واستخدامه.
يعتبرون أن أجزاء من الجدار ربما كانت بمثابة "مخابئ" حيث كان يختبئ الأشخاص المكلفون بقتل الحيوانات حتى لا يفزعوا القطيع.
على الرغم من التحديات في دراسة الهياكل الغارقة بسبب قلة الأكسجين في الماء، إلا أن بيئة الجدار المحمية نسبيا في خليج مكلنبورغ تجعله فرصة مثالية للكشف عن المزيد من أسرار الماضي، على عكس هياكل منطقة "دوجرلاند" في بحر الشمال التي تتعرض باستمرار للعواصف والأمواج العاتية.
أهمية الاكتشاف لفهم ماضي الإنسان:

يسلط هذا الاكتشاف الضوء على طرق الصيد التي استخدمها أسلافنا قبل آلاف السنين، و يعزز فهمنا لتفاعل الإنسان مع البيئة والتكيف معها عبر الزمن.