الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عملان للخروج من أشد الضيق .. والرزق من حيث لا تحتسب

خطيب المسجد النبوي
خطيب المسجد النبوي

قال الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، إمام وخطيب المسجد النبوي  ، إن الله تعالى أظلكم شهر مبارك كريم يبسط فيه الله الرحمة الواسعة وجمع فيه من العبادات ما لم يجتمع في غيره ليستكثر المسلمون فيه من الفضائل والحسنات وليبتعدوا عن المنكرات.

للخروج من أشد الضيق 

وأوضح " الحذيفي" خلال خطبة الجمعة الثالثة في شعبان من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن حقيقة العبادات فعل ما أمر الله به وجوبا أو استحباباً وترك ما نهى الله عنه خوفاً من عقابه قال تعالى ((وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ))، موصيًا بتقوى الله تعالى بالمسارعة إلى ما يرضيه.

واستشهد بما قال تعالى ((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا )) وقال ((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ))، منوهًا بأن رمضان اجتمعت فيه الصلوات فروضاً ونوافل والزكاة على وجبت عليه والحج الأصغر وهو العمرة .

وأفاد بأنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ( عمرة في رمضان تعدل حجة معي ) كما اجتمع فيه أنواع البر والإحسان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وانواع الذكر واعظمها تلاوة القران، مشيرًا إلى أن جميع المسلمين يفرحون ببشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

واستند لما ورد عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ «قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فَرَضَ اللَّهُ صِيَامَهُ وَجَعَلَ قِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا , فَمَنْ تَطَوَّعَ فِيهِ بِخِصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ , وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً , وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ , وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ , وَهُوَ شَهْرُ الْمُوَاسَاةِ , وَهُوَ شَهْرٌ يُزَادُ رِزْقُ الْمُؤْمِنِ فِيهِ , مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ وَمَغْفِرَةٌ لِذُنُوبِهِ».

لاستقبال رمضان

وتابع:  قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ كُلُّنَا يَجِدُ مَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ قَالَ: «يُعْطِي اللَّهُ هَذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى مَذْقَةِ لَبَنٍ أَوْ تَمْرَةٍ أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ وَمَنْ أَشْبَعَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مَغْفِرَةٌ لِذُنُوبِهِ وَسَقَاهُ اللَّهُ مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لَا يَظْمَأُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا , وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ , وَمَنْ خَفَّفَ عَنْ مَمْلُوكِهِ فِيهِ أَعْتَقَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ».

وأضاف أن السماء والأرض تتهيئآن لاستقبال رمضان كما تستعد القلوب المستقيمة لتلقي القرآن فللقرآن في شهر رمضان سطوة وتأثير على القلوب لضعف نوازع الشر ودواعي الشهوات بالصوم، فإذا كانت اول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنان وغلقت أبواب النار فعن ابي هريرة (إذا كان أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ صُفِّدَتِ الشياطينُ ومَرَدةُ الجنِّ ، وغُلِّقتْ أبوابُ النارِ فلم يُفتحْ منها بابٌ ، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ فلم يُغلقْ منها بابٌ ، ويُنادي منادٍ كلَّ ليلةٍ : يا باغيَ الخيرِ أقبلْ ، ويا باغيَ الشرِّ أقْصرْ ، وللهِ عتقاءُ من النارِ ، وذلك كلَّ ليلةٍ ).

وحث المسلمين على استقبال شهر رمضان بالتوبة من كل ذنب واداء زكاة المال لمن وجبت عليه الزكاة، لافتًا إلى أن مما يفرح به الانسان متع الحياة الدنيا وبي تعالى بين بعض منها قال تعالى ((زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ))، فنعيم الدنيا زائل وأن ما يستحق أن يفرح به فهو بسطه الله من الرحمة في هذا الشهر.