الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هند عصام تكتب: لم أتعاف بعد

الكاتبة الصحفية هند
الكاتبة الصحفية هند عصام

لا أدرى كيف مر عام بدونك ايام قليلة ويمر عام علي أصعب وأحزن يوم في حياتي يوم لم يمر بعد ، فكيف يقال انه مر عام وأنا لم اتعاف من اشتياقي لك بعد، ولا استعب عدم وجودك ولم اتخطي يوم رحيلك ابداً وقد اقترب الموعد فالطريقة التي اخترت ان تغادر بها كانت هادئة للغاية لدرجة جعلتني أشعر بإنها ربما ان تكون مزحة او كابوس  ، فكلما اقترب حلول الشهر الكريم ومظاهر الشهر المسيطر الوحيد علي الأجواء وأصبحت الشوارع والبيوت مقتظة بالزينة والفوانيس  والاعلان عن المسلسلات والبرامج الرمضانية في كل مكان و علي جميع قنوات التلفاز.

وتكدست جميع التطبيقات بالتهاني والمباركات بحلول الشهر الكريم ،وكلما ارسل لي أحدهما مقطع فيديو لأغاني رمضان التي كانت يخفق لها قلبي في الماضي  بمشاعر الفرح والحب والسعادة عند سمعها أصبحت الأن تشعل الحزن بداخلي و أتهرب منها ومن سمعها او رؤيتها و كلما سمعت أو رأيت هذه المظاهر أضع يدى على أذوني وأمتلأت  عيني بالدموع كالسماء المحملة بالغيوم ،وارتعش قلبي وانتفض بداخلي.

مشاعر الامس تبدلت اليوم بحلول عام بدون بابا الغالي  مشاعر خوف حزن حنين ذكريات الماضي وكيف كنا ولماذا أصبحنا بدونك يا غالي من وقت رحيلك المفاجأ عنا و مشاعر الحزن هي دائما المسيطر الوحيد علينا ولا أدرى كيف اتخلص منها وإلي متى سوف تجف دموعي ويلم جرحى علي فراقك مفتقدة كل شيء بدونك كلامك حماسك مشاركتك لينا كل التفاصيل والتحضيرات لشهر رمضان رغم التعب اللى كنت فيه تفاصيل كثيرة ولكن أرهقني البكاء و دموعي المتساقطة علي شاشة الهاتف وقلبي المجروح و يدي و نبارت صوتي المرتعشة تعوق كتابتي وأصبحت لا اجيد الكتابة فكيف لو كنت من الماضي ولا أسطيع الكتابة الا  علي ورقة وبقلم من الحبر لمحوت بدموعي المتساقطة وحزني العميق كل حرف كتبته علي الورقة وأصبح الامر اكثر تعقيداً ، افتقد لكل شيء معاك يا بابا للأمان الذى كان ينتبني في الماضي لمجرد أن اري نعليك او حذائك في المنزل افتقدك بالرغم من انك تاتي لي كثيراً في منامي وتطمئن قلبي عليك إلا اني عندما أراك  افتقدك اكثر وأكثر و في كل يوم وكل لحظه مرت خلال هذا العام الحزين يهاجمني الحزن ويسيطر علي ويبكيني كثيراً يعز عليا حين التفت من حوالي ولم أَراك هو دا الوجع اللى لم يخف والجرح الذي  لم يلتئم  قلبي يقطر دما علي فراقك وعقلي لا يستطيع مواساة روحي يا ليت الدموع تعيد من فارقونا لبكياً انهاراً ، وجع لم يشعر به سوي من أذاقه ، في غيابك سابقي  يتيما للأبد حتي لو عانقني العالم بأسره ، روحي أصبحت معذبة برحيلك  ما فيها تذهب  إلي أي مكان انا لا هنا ولا حتي هناك بدونك ،عندما رحلت أخذت روحي معك وأصبح جسدي هنا وروحي معك وانا دائما في انتظارك في انتظار اللحظة اللي هتجمعنا سوا في مكان احسن بدون كذب ونفاق وظلم وحزن والم . صوتك دائما في أذني وصورتك لم تفارق خيالي وعند سماع صوتك قلبي يكاد أن يخرج من صدري ولكن عندما يخيب ظني و اتذكر انك قد رحلت يهاجمني الحزن مره اخري ويملأ عيني بالدموع التي لم تجف من وقت رحيلك .

ألا تعلم يا حبيبي وعزيزي الوحيد ان كُل البلايا التي أصابتني جميعها كانت على هينةُّ إلا فُراقك هو من هدمني وكسرني ألا تعلم يا حبيبي وعزيزي الوحيد انه كلما اشتكي عضو تداعي له سائر الأعضاء وحزن قلبي عليك تداعي له سائر أعضائي وأصبحت أتألم بدون علة تصيبي جسدي حزين هزيل واحتار الطبيب في أمر آلامي التي لم يجد لها علة فانا لم أخبره بأنك  قد رحلت وجسدي  يتألم من أجلك  ليس لعله او لمرض . ألا تعلم يا حبيبي وعزيزي الوحيد انه كلما مر الوقت اشتداد حزني عليك وأشتياقي  إليك يا بابا "فمثلما قال جبران خليل جبران في الحنين لا فرق بين يوم او عام او عقد او عمر فحجم الاشتياق يفوق فكرة الزمن "وحشتني جدا جدا جدا الله يرحمك ويجعلك من اهل الجنة اللهم اغفر له و لسائر اموات المسلمين و برد على قبورهم ببرد الجنة وسامحني حين أبكي على قضائك رغم إيماني به، واغفر لي إذا نفذ صبري يا الله”.