الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إحباط وانعدام للثقة| زيارة جانتس تكشف المستور بين إسرائيل والولايات المتحدة

الولايات المتحدة
الولايات المتحدة وإسرائيل

أفاد موقع أكسويس الأمريكي، نقلا عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، بأن الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانتس واجه انتقادات شديدة وأسئلة صعبة بشأن الأزمة الإنسانية في غزة وإستراتيجية الحرب الإسرائيلية خلال اجتماعه مع نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في البيت الأبيض يوم الاثنين.

وقال المسؤول الأمريكي إن جانتس استوعب الكثير من الإحباط الذي يشعر به البيت الأبيض تجاه الحكومة الإسرائيلية في الوقت الحالي.

إدارة بايدن منزعجة من إسرائيل

ووفقا لأكسيوس، تشير الرسائل القوية التي تلقاها جانتس على انفراد، والتي صاحبتها انتقادات علنية أقوى من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال الـ 48 ساعة الماضية، إلى أن البيت الأبيض فقد صبره ويكثف الضغوط على الحكومة الإسرائيلية.

وأثارت زيارة جانتس إلى البيت الأبيض غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أمر السفارة الإسرائيلية في واشنطن بعدم المشاركة في الزيارة أو مساعدة جانتس بأي شكل من الأشكال.

وقال مسؤولون أمريكيون لـ أكسيوس، إن كارثة قافلة المساعدات في غزة والتي قامت القوات الإسرائيلية بفتح النيران ضد الأهالي في غزة المنتظرين للمساعدات يوم الخميس الماضي، وقُـ تل خلالها أكثر من 100 فلسطيني، نقطة تحول بالنسبة لإدارة بايدن.

ورأى المسؤولون الأمريكيون، أن هذا حدث يجسد كل إخفاقات السياسة الإسرائيلية في غزة، وتفاجأوا بعدم الاكتراث من الجانب الإسرائيلي بما حدث.

لا أعذار لـ إسرائيل

وقرر بايدن يوم الجمعة الماضي بدء عمليات إسقاط جوي أمريكي للمساعدات في غزة مصحوبة ببيان شديد اللهجة من الرئيس الأمريكي الذي قال إن إسرائيل يجب أن تسهل تقديم المزيد من المساعدات إلى غزة، قائلا: "لا أعذار".

واستخدمت هاريس كلمتها، يوم الأحد، للتأكيد على أن "الناس يتضورون جوعا في غزة"، واصفا الوضع هناك بأنه "كارثة إنسانية"، وكررت رسالة بايدن "لا أعذار" لـ إسرائيل. 

كما حذرت الأمم المتحدة من أن "المجاعة تكاد تكون حتمية" في غزة إذا لم يتغير شيء.

وقبل وقت قصير من وصول جانتس إلى البيت الأبيض، يوم الاثنين، غرد بايدن قائلاً: "لا توجد أعذار، والمساعدات المتدفقة إلى غزة ليست قريبة بما فيه الكفاية، ولا بالسرعة الكافية".

وفي الوقت نفسه، اتصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، المقرب من نتنياهو، بشأن المساعدات.

وبعد هذه المكالمة، وفي خطوة غير عادية، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكي إرسال المساعدات الإنسانية وإسقاطها جوا في غزة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أن بلينكن أكد على ديرمر أنه يجب بذل المزيد من الجهود لإيصال المساعدات إلى غزة، وضمان استمرار توصيل المساعدات إلى غزة، وضمان أنه بمجرد دخول المساعدات إلى غزة، يمكن أن يتم إزعاج من يحتاجون إليها".

وأضاف ميلر: "سنواصل الضغط على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات، وتخبرنا حكومة إسرائيل أنهم يريدون ضمان وصول المساعدات إلى من يحتاجون إليها، ولكن في نهاية المطاف، النتائج هي التي تهم، وليس النوايا، وفي الوقت الحالي لا يكفي ذلك"، لافتا إلى أن المساعدات تدخل ولا يتم توزيع ما يكفي من المساعدات، وهذا يجب أن يتغير".

تفاصيل اجتماع جانتس وهاريس وسوليفان

وعلى جانب آخر، قال مسؤول إسرائيلي كبير لأكسيوس، إنه بالفعل بعد الاجتماعات التي عقدها جانتس، يوم الأحد، للتحضير للاجتماعات مع مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية، بدأ جانتس يدرك أن الحكومة الإسرائيلية "في ورطة عميقة" عندما يتعلق الأمر أن الولايات المتحدة تري أن إسرائيل هي المسؤولة عن الأزمة الإنسانية في غزة.

ووفقا لمسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، فإن جانتس أمضي 3 ساعات في البيت الأبيض، وإن هاريس وسوليفان ضغطا على جانتس بشأن الوضع الإنساني في غزة، وقالا إن القطاع "بحاجة إلى إغراقها" بالمساعدات، وإن من مسؤولية إسرائيل إيجاد حلول تسمح بحدوث ذلك.

وقال المسؤول الإسرائيلي لأكسيوس، إن هاريس أبلغت جانتس أن واشنطن تريد مواصلة دعم إسرائيل، لكن على الحكومة الإسرائيلية القيام بدورها، لافتا إلى أن نائبة الرئيس الأمريكي قالت: "ساعدونا في مساعدتكم".

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن جانتس لم يتفاجأ بقوة الانتقادات الموجهة للأزمة الإنسانية فحسب، بل فوجئ أيضًا بمدى التباعد بين إسرائيل والولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بعملية محتملة في رفح.

وأوضح مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، أن هاريس وسوليفان سألا جانتس عن المكان الذي تخطط فيه إسرائيل لنقل أكثر من مليون مدني فلسطيني موجودين في رفح، وأعربا عن شكوكهما العميقة في إمكانية ذلك.

وخلال الاجتماع، حاول جانتس طمأنة هاريس وسوليفان بأن إسرائيل لن تدخل رفح دون إجلاء السكان المدنيين، مشددا على أن إسرائيل لديها طرق للقيام بذلك، لكنه أدرك أيضًا أن البيت الأبيض لا يصدق التأكيدات السابقة التي تلقاها من نتنياهو بشأن هذه القضية.

ومن ضمن الرسائل التي تلقاها جانتس أثناء اجتماعه مع هاريس وسوليفان والتي تعبر عن مدى ضيق الولايات المتحدة من إسرائيل، هي أن فرص التوصل إلى صفقة تطبيع مع المملكة العربية السعودية "ضئيلة"، طالما استمرت الحرب وطالما أن الحكومة الإسرائيلية غير راغبة في رسم مسار تسوية لإقامة دولة فلسطينية.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي لأكسيوس، أن جانتس استنتج أن زيارته إلى الولايات المتحدة تأخرت شهرين، لافتا إلى أن جانتس تأكد أن هناك صعوبة كبيرة الآن في العلاقات مع الولايات المتحدة، ويجب التوصل إلى طريقة للتغلب عليها".