في تطور ملحوظ في سباق الفضاء العالمي، عادت المركبة الفضائية الصينية “السربة” القابلة لإعادة الاستخدام إلى الأرض بعد أن أمضت أكثر من ثمانية أشهر في المدار.. فماذا فعلت؟
أثارت مهمة المركبة الصينية، الجدل والعديد من التساؤلات، في الوقت الذي تسعى فيه الصين لتوسيع مكانتها كقوة فضائية.
المركبة الصينية “السرية”
انطلقت هذه الطائرة الفضائية، التي ظلت تفاصيلها غامضة، إلى المدار في ديسمبر الماضي، قبل أسبوعين فقط من انطلاق مهمة مشابهة لطائرة الفضاء غير المأهولة الأميركية "بوينج X-37B".
وأكملت المركبة، التي تعتبر ثالث مهمة لها، مدة 276 يوماً في المدار في مايو من العام الماضي.
تشير هذه الجهود إلى سعي الصين الحثيث لمنافسة الولايات المتحدة في مجال الفضاء، حيث تعتبر الأخيرة القوة البارزة في هذا المجال منذ فترة طويلة.
خصائص المركبة الفضائية الصينية
تتميز الطائرة الفضائية الصينية بقدرتها على التحليق في المدار والفضاء الخارجي، تماما كما تفعل نظيرتها الأميركية. وتتميز هذه المركبات بقدرتها على تنفيذ مجموعة من المهام في المدار، مما يعكس التقدم التكنولوجي للصين في مجال الفضاء.
تكمن أهمية هذه الإنجازات في إتاحة الفرصة للدول المعنية للاستجابة بسرعة للتطورات في الفضاء، خاصة مع تطوير تقنيات المركبات الفضائية القابلة لإعادة الاستخدام.
وتظل التفاصيل التقنية لهذه المركبة غير معلنة، حيث لم تكشف الصين عن أي تقنيات محددة تم اختبارها في المهمة الأخيرة.
المركبة الصينية تثير المخاوف
وعلى الرغم من أن الصين قد أكدت في السابق على الأهداف السلمية لبرامجها الفضائية، إلا أن العديد من المحللين يرون أنه يجب أخذ السعي لتطوير قدرات الفضاء المضاد بعين الاعتبار. هذه القدرات يمكن أن تؤثر على الأمن القومي وتعتمد على التكنولوجيا التي يمكن أن تعطل أو تدمر أصول الخصوم في الفضاء.
ومن الواضح أن تطوير المركبة الفضائية الصينية يأتي في وقت يتزايد فيه الاهتمام العالمي بالعلاقات الوثيقة بين الأمن في الفضاء والأرض. بينما أعلنت الصين عن نجاح هبوط المركبة، فإن النص المكتوب الذي قدم مع الإعلان أشار إلى أن التقنية التي تم استخدامها "متقدمة للغاية" ولا يمكن عرضها.
وحسب المحللون، إنجازات الصين في مجال استكشاف الفضاء، وخاصة في تطوير المركبات الفضائية القابلة لإعادة الاستخدام، تمثل خطوة هامة نحو تحقيق الأهداف الطموحة في هذا المجال. وبينما يبقى المجهول في ما يتعلق بالتكنولوجيا والتقنيات المستخدمة، تبقى الصين في صدارة البحث والتطوير في مجالات الفضاء، مما ينذر بمزيد من التنافس في المستقبل القريب.