وسط التوترات المتصاعدة في المنطقة، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، اغتياله حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، أمس الجمعة، عن طريق قصف جوي على الضاحية الجنوبية لبيروت.
تداعيات اغتيال الأمين العام لحزب الله
وفي إطار أوسع هجوم إسرائيلي على لبنان منذ حرب العام 2006، اغتالت إسرائيل في الآونة الأخيرة، عددا من القادة الميدانيين لحزب الله، بينهم قائد الوحدة الجوية محمد حسين سرور والقائدان في قوة الرضوان إبراهيم عقيل وأحمد وهبي.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور عبدالله نعمة الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، أن ما قامت به إسرائيل البارحة من اعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت غيرالمعادلة كلها وغير قواعد الاشتباك بين إسرائيل وحزب الله.
وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصير حسن نصرالله وبعض من قادة حزب الله كان غير معروف ومقطوع معهم الاتصال كليا، ولكنه تم تأكيده الآن إضافة إلى أن جيش الكيان قام بضرب ضاحية بيروت بأكثر من 40 غارة طوال الليل بعدما طلب من المواطنين اللبنانيين بإخلاء المناطق التي تم الاعتداء عليها.
وتابع: "كما إنه تم الاعتداء على جميع المناطق في الجنوب بسلسلة غارات وما زالت حتى الآن،
وتم ضرب كل منطقة البقاع بغارات مماثلة و الأوضاع في لبنان متوترة جدا والناس نزحوا من جميع المناطق والشهداء والجرحى بالآلاف وليس هناك من بوادر لأي حل وخاصة أن نتنياهو انقلب على ورقة التفاهم الأمريكية لأي حل بينه وبين حزب الله".
وأشار نعمة، إلى أن المشكلة اليوم هو أن لبنان غائب سياسيا عن أي حل لأن قرار السلم والحرب هو بيد حزب الله والقيادة بحزب الله ليست على السمع ومصيرها مجهولا، وإنه يجب على قائد الجيش اللبناني أن يقوم بنشر الجيش اللبناني في جميع المناطق لفرض الأمن الداخلي.
واختتم: "البلد في حالة الغليان وأنا اعتقد أن إسرائيل ماضية بالاعتداءعلى لبنان وذاهبة للتصعيد أكثر فأكثر، كما إنه يجب أن يعلم العالم كله أن إسرائيل منذ ستة أيام تعتدي على لبنان بوحشية
لم يسبق لها مثيل ودمرت البشر والحجر، حمى الله لبنان والشعب اللبناني، وليعلم الجميع ليس هناك بوادر لأي حل قريب".
تغلغل الاختراقات الأمنية داخل الحزب
ومن جانبه، علق الدكتور جهاد أبولحية أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى: قائلا: "اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تعتبر ضربة قوية لحزب الله ولمحور ما يمسى بالمقاومة أو الممانعة".
وأضاف أبو لحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذه الضربة سوف تؤدي إلى تأثير كبير على حزب الله الذي يعاني كثيراً من اختراقات أمنية كبيرة أدت إلى وصول الأمور إلى مقتل نصر الله ، وبالتالي إذا استمرت اسرائيل على هذه الوتيرة في استهداف أهداف استراتيجية وحيوية للحزب فإنها سوف تكون أصعفت الحزب بشكل كبير .
وأشار أبو لحية، إلى أن من يتحمل وصول الأمور إلى هذا المستوى هي الحسابات الخاصة للنظام الإيراني الذي لم يرغب في أن يكون رد حزب الله قوي على الضربات المتتالية التي بدأت بمقتل صالح العاروري في الضاحية الجنوبية بمطلع هذا العام، إضافة إلى تغلغل الاختراقات الأمنية داخل الحزب والذي بدأت تتضح جليا بتفجير أجهزة البيجر والأجهزة اللاسلكية ومقتل المستوى العسكري الأول في الحزب واليوم اغتيال حسن نصر الله.
واختتم: "نتنياهو الآن يشعر بشعور نشوة النصر الحقيقي بعد هذه العملية الناجحة وبالتالي سوف ترفع من أسهمه داخل المجتمع الإسرائيلي الذي كانت نسبة كبيرة منه تقف ضد نتنياهو وتحمله نتيجة الوضع الأمني الصعب لإسرائيل منذ السابع من أكتوبر وما تلاه من أحداث".
نصرالله رحل اكلينيكيا منذ شهور
ومن جانبه، يقول جمال رائف الكاتب والباحث السياسي، إن نصرالله قد رحل اكلينيكيا منذ عدة أشهر وفقد حزب الله تأثيره الفعلي خاصة في ظل التراجع الإيراني للتكتيكي.
وأضاف رائف- خلال تصريحات له، أن إيران تسعى إلى الحصول علي مصالحها، وأوضح أن لبنان هو الذي يواجه الاغتيال ويتجه الي المصير المجهول.
وأكدت القناة الـ12 العبرية، نقلا عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله بإن حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني "ليس حيا".
وتشهد الساحة الإعلامية، حالة من تضارب الأنباء حول مصير حسن نصر الله أمين حزب الله بعد استهداف الجيش الإسرائيلى للمقر الرئيسى للحزب ببيروت.
وأعلن الجيش الإسرائيلى استهداف القيادة المركزية لـ "حزب الله"، مؤكدا أن هدف القصف كان اغتيال عدد من قادة حزب الله بينهم الأمين العام حسن نصر الله، وأضاف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى دانيال هاجارى، أن الضربة كانت موجهة واستطاعت تدمير المقر بالكامل.
وقد كان، قال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، ردا على أنباء اغتيال حسن نصر الله: "انتظروا".
وسبق، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلا عن مصدر، إن هناك مؤشرات على أن نصر الله خلال الضربة على الضاحية الجنوبية.
كما سبق، وأكد موقع أكسيوس نقلا عن مسئول إسرائيلي رفيع، أن هناك مؤشرات تشير إلى تصفية حسن نصر الله كان في موقع الهجوم وأن فرص خروجه حيا ضئيلة.
وجدير بالذكر، أن وُلد حسن نصرالله في أغسطس 1960 في أحد الأحياء الفقيرة شرق بيروت، كان والده يملك محل بقالة صغيراً، وكان نصرالله هو الابن الأكبر بين تسعة أبناء، وكان عمره 15 عاماً عندما بدأت الحرب الأهلية في لبنان.
وفي بداية الحرب، قرر والد حسن نصرالله مغادرة بيروت والعودة إلى قريته الأصلية في جنوب لبنان: البازورية التي ينتمي سكانها إلى الطائفة الشيعية مثل العديد من القرى في مدينة صور في محافظة الجنوب، وهناك تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي.
ويؤمن الكثير من أبناء الطائفة الشيعية بأنهم تعرضوا للتمييز وعدم المساواة خلال الحقبة الاستعمارية للقوى الكبرى مثل الإمبراطورية العثمانية وفرنسا، واستمرت هذه المشاعر خلال فترة الاستقلال عندما استولى النخب المسيحية والسنية على السلطة.