أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، أن هناك مفهوماً مغلوطاً عند بعض الناس حول الخشوع في الصلاة، حيث يظنون أن التركيز على مظاهر شكلية مثل النظر إلى موضع السجود يُمثل حقيقة الخشوع، بينما الخشوع الحقيقي كما بيّنه علماء الإسلام هو استحضار القلب لله أثناء الصلاة.
وخلال ظهوره في بودكاست مع نور الدين، المُذاع عبر قناة الناس، قال جمعة: "البعض أصبح يتعامل مع مسألة الخشوع بشكل يُثير السخرية، معتقدين أن مجرد تثبيت النظر على موضع السجود هو جوهر الخشوع، في حين أن الخشوع الذي تحدّث عنه العلماء هو حضور القلب وتعلقه بالله، ويُكتب للعبد من صلاته ما وعاه قلبه".
وأضاف: "ما نُقل عن السلف بشأن النظر إلى موضع السجود، فهو وسيلة تساعد على الخشوع، لكنها تظل علامة خارجية، وليست الحقيقة ذاتها، ز المشكلة أن البعض جعل هذه العلامات بديلاً عن الجوهر، وهذا فهم خاطئ".
وأشار إلى أن بعض الفقهاء ذكروا علامات تُعين المصلي على الخشوع، مثل النظر إلى موضع السجود أثناء الوقوف، وإلى إبهام القدمين في الركوع، وإلى أرنبة الأنف في السجود، وطرف السبابة في التشهد، موضحاً أن هذه الأمور هي تغييرات في الاتجاه البصري، لكنها ليست الخشوع في ذاته.
و لجأ جمعة الى تشبيه بليغ بقوله: "هذا مثل من يراقب الشمس ويقول إنها زالت عن كبد السماء، فيظن أنه بذلك قد أدى صلاة الظهر.
زوال الشمس مجرد علامة على دخول الوقت، لكنه ليس الصلاة نفسها، الصلاة تتطلب الوضوء، وستر العورة، واستقبال القبلة، وأداء الأركان.
فلا يجوز أن نُساوي بين العلامة والحقيقة، فهذا تفكير غير منطقي، بل هو وهم".