قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

اكتشاف جديد لسر تجميد الزمن وإبطاء الشيخوخة .. كيف يحدث ذلك؟

الشيخوخة
الشيخوخة

في عالم البيولوجيا الحديث، تتوالى الاكتشافات المدهشة والمثيرة للجدل، ومن بينها العثور على دبور فريد من نوعه يمكنه إبطاء الشيخوخة بما يشبه "تجميد الزمن".

هذه الظاهرة ليست مجرد خيال علمي، بل هي حقيقة توصَّل إليها العلماء من خلال دراسة دقيقة لهذا الكائن.. فما القصة؟

دبور "تجميد الزمن"

يتسم هذا الدبور بجسم معدني لامع، يختلف عن أقرانه المعروفين بالألوان الصفراء والسوداء. ينتشر في بيئات مفترسة حيث يضع بيضه داخل أجسام حشرات أخرى، مما يؤدي إلى تغذية اليرقات على ضحاياها من الداخل.

لكن ما لفت انتباه العلماء ليس سلوكه العدواني، بل قدرته الفريدة على إبطاء عملية الشيخوخة.

اكتشف الباحثون أن لدى هذا الدبور نظامًا متقدمًا لتعديل التعبير الجيني، والذي يُعد آلية مسؤولة عن تحديد وظائف كل خلية في الجسم.

هذا النظام مشابه للنظام الموجود لدى البشر، مما يثير الفضول حول كيفية تأثيره على عملية الشيخوخة.

تمت ملاحظة ظاهرة غريبة عندما تتعرض الأمهات للبرد والظلام؛ ففي هذه الظروف، يمكن أن تدخل اليرقات في حالة تشبه "السبات"، حيث يتوقف نموها تمامًا، وهو ما يؤدي إلى تجميد الزمن البيولوجي. وتشبه هذه العملية تعطيل الساعة البيولوجية الداخلية لليرقات.

هل يمكن إبطاء الشيخوخة؟

أظهرت الدراسات أن اليرقات التي تعرّضت لهذا "السبات" يمكنها أن تنمو لاحقًا بشكل طبيعي، لكنها عاشت لفترة أطول بنسبة تتجاوز 30% مقارنةً بنظيراتها.

كما وُجد أن سرعتها البيولوجية كانت أبطأ بنسبة 29%، ما يُظهر فرقًا كبيرًا في المراحل العمرية بين الكائنات، رغم تقارب أعمارها الزمنية.

يُميّز العلماء بين نوعين من الشيخوخة:

الشيخوخة الزمنية: التي تُقاس بعدد السنوات التي عاشها الكائن.

الشيخوخة البيولوجية: التي تُقاس بحالة الأنسجة والخلايا.

فقد يبدو المرء شابًا، لكن على مستوى الخلايا، قد تكشف الفحوصات عن علامات تقدم في السن.

يسلط البروفيسور إيمون مالون، المتخصص في علم الأحياء التطوري، الضوء على أهمية هذا الاكتشاف. ويوضح أن هذه الدبابير يمكن أن تُعتبر "بنكًا لتخزين الوقت"، إذ تأخذ استراحة مبكرة في حياتها، مما يسمح لها بالعيش فترة أطول لاحقًا. وتُعد هذه الدراسة دليلًا علميًا على أن الشيخوخة ليست حتمية، بل يمكن التحكم فيها بيئيًا.

ما أهمية الدراسة؟

تُعد هذه الدراسة نقطة انطلاق لأبحاث معمقة في مجال الشيخوخة البشرية. ويأمل العلماء أن يسمح فهم كيفية حدوث الشيخوخة بتطوير تدخلات طبية جديدة قد تؤدي إلى إبطاء هذه العملية من جذورها الجزيئية.

وبحسب الباحثين، فإن تحقيق مثل هذه الأهداف قد يفتح بابًا جديدًا في الطب وعلم الحشرات على حد سواء. ورغم أن هذا الدبور الصغير قد يبدو غير ذي أهمية، إلا أنه يجسد أحد الجوانب المحورية في البحث العلمي الذي يسعى لفهم أسرار الشيخوخة والسيطرة عليها.