أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو المجيدة، أن هذه الثورة كانت تجسيدًا حيًّا لإرادة الشعب المصري الواعية، ورفضه القاطع لمحاولات اختطاف الوطن من قِبَل قوى تسعى لتنفيذ أجندات ضيقة تتنافى مع المصلحة الوطنية.
وتابع المرصد أن ثورة 30 يونيو شكلت نقطة تحول فاصلة في تاريخ مصر الحديث، حيث عبّر المصريون عن وعيهم وحرصهم على الحفاظ على هوية الدولة الوطنية، واستعادة المسار الصحيح نحو البناء والاستقرار.
وفي هذه المناسبة الوطنية، يُشدد مرصد الأزهر على أهمية تعزيز روح التلاحم والاصطفاف خلف القيادة الرشيدة، والقوات المسلحة الباسلة، ومؤسسات الدولة كافة، لضمان حماية الوطن وصون مكتسباته.
ويؤكد المرصد أن مصر لا تزال تواجه تحديات جسيمة، في مقدمتها محاولات بث الفكر المتطرف واستهداف عقول الشباب، وهو ما يتطلب تضافر الجهود الوطنية المخلصة لتحصين المجتمع، وخاصة الأجيال الناشئة، من تلك الأفكار الهدامة.
كما يجدد مرصد الأزهر التزامه الراسخ بمواجهة الفكر المتطرف، والعمل على نشر الوعي، وترسيخ مفاهيم الانتماء والولاء للوطن، سائلين الله أن يحفظ مصر وشعبها من كل سوء.
وفي سياق آخر حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من تصاعد التحركات والدعوات داخل الأوساط السياسية والدينية الصهيونية التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك، وعلى رأسها ما يُعرف بخطة بناء الهيكل الثالث، وفرض السيادة الكاملة على الحرم القدسي.
أشار المرصد إلى تقرير نشره موقع القناة السابعة العبرية تضمّن دعوة صريحة للحاخام المتطرف حبرون شيلو لتسريع بناء الهيكل، منتقدًا ما وصفه بـ"تقاعس اليهود" عن أداء واجبهم الديني المزعوم، ومُدعيًا امتلاكهم "ميراثًا أبديًا" في أرض فلسطين.
وأوضح التقرير أن هذه الدعوات تستند إلى فتاوى دينية تبيح اقتحام الأقصى، وتحث على تكثيفها بمشاركة طلاب المدارس الدينية ومسؤولين رسميين، إلى جانب وجود انقسام داخلي بين من يرى وجوب السعي البشري لإقامة الهيكل، ومن يعتقد بضرورة انتظار تدخل إلهي.
وعرض التقرير الصهيوني رؤية مستقبلية خطيرة تشمل مراحل السيطرة على الأقصى، تبدأ بإحكام السيطرة الأمنية من قبل شرطة الاحتلال، وتهميش دور الأوقاف الإسلامية، وتشجيع أداء الطقوس التلمودية، وصولًا إلى تقسيم الحرم وبناء الهيكل في جزء منه، مع تحضير الأجواء السياسية والدولية لقبول هذه الخطوة.