شدد الدكتور حسن القصبي، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، على ضرورة التمييز بين الخطأ الشخصي الذي لا يؤذي إلا صاحبه، وبين الأفعال العامة التي تُهدد سلامة المجتمع، موضحًا أن التصرف الصحيح في الحالة الثانية قد يفرض على الإنسان التبليغ أو التصوير لحماية الأرواح والممتلكات وردع المستهترين.
وخلال حوار تليفزيوني، أوضح القصبي أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت أداة فعّالة في مواجهة المخالفات الخطيرة، بشرط استخدام هذه الوسائل بوعي.
وقال: "لو شخص أخطأ في أمر يخصه فقط، ولم يعلنه للناس، فالأفضل نصحه سرًّا دون فضح، لكن لو كان الفعل فيه خطر عام زي القيادة العكسية أو تهديد السلامة العامة، يبقى السكوت مشاركة في الخطأ".
وتابع أن تصوير المخالفات في الطرق والأماكن العامة ليس تعديًا على الستر، بل هو نوع من المسؤولية، وأضاف: "اللي بيمشي عكس الاتجاه بيهدد أرواح الناس، وده مش إنسان مستتر عشان أستره، ده معلن عن ضرره، وبالتالي يجب التبليغ عنه فورًا".
وأكد أن العقوبات الشرعية جاءت لردع المعتدين وحماية المجتمع، ومن هنا يصبح الإبلاغ عن التجاوزات ضرورة وليس خيارًا، طالما أن الشخص المؤذي لم يُظهر أدنى احترام للقانون أو الناس.
وأشار إلى أن النصيحة الفردية تنفع في الأمور الخاصة، أما في القضايا العامة، فلابد من تدخل الجهات المختصة.
وأشاد القصبي بوجود أرقام رسمية لتلقي البلاغات المصورة من المواطنين، معتبرًا ذلك تطورًا مهمًا ساهم في تقليل التجاوزات، لأن الكثيرين أصبحوا يخشون من رصدهم بالكاميرا.
وقال: "الناس بدأت تفكر قبل ما تغلط، وده في حد ذاته رادع مهم".
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الإيجابية الحقيقية تعني المبادرة بالإبلاغ عن الضرر العام، لأن هذا هو المعنى الصحيح للتعاون على البر والتقوى، وليس التستر الذي يُشجع الجُناة على التمادي.