قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

حقيقة مقولة دعاء أربعين غريبا مستجاب.. المفتي السابق يوضح

د. شوقي علام
د. شوقي علام

أوضح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، الحكم الشرعي حول العبارة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي: "ادعولي.. فدعوة أربعين غريبًا مستجابة"، مؤكدًا أن هذه المقولة لا أصل لها في السنة النبوية، ولم ترد في كتب الحديث، وأن الدعاء للغير مستحب ومقبول بإذن الله، ولكن تقييده بعدد أو بكون الداعين غرباء لا دليل عليه شرعًا.

وجاء توضيح المفتي السابق من خلال بيان رسمي نُشر على البوابة الإلكترونية لدار الإفتاء المصرية، واشتمل على عدد من النقاط المفصلة:

أولًا: المقولة المعروفة بـ"دعوة أربعين غريبًا مستجابة" ليست حديثًا نبويًا، بل هي من العبارات التي شاع تداولها على ألسنة الناس دون أصل لها في كتب السنة، وإن كان المعنى العام للدعاء بظهر الغيب قد ورد في عدد من الأحاديث الصحيحة.

 ومنها حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن أسرع الدعاء إجابة؛ دعوة غائب لغائب»، رواه أبو داود والترمذي في "سننيهما".

ثانيًا: الدعاء للغير مشروع في الإسلام، وهو أكثر رجاءً في القبول إذا كان بظهر الغيب؛ أي في غيبة من يُدعى له، لأنه أبلغ في الإخلاص والنية، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل»، وهو حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.

ثالثًا: لم يرد في النصوص الشرعية أي قيد يتعلق بعدد معين كشرط لاستجابة الدعاء، سواء كان أربعين أو غيره، ولا بشرط أن يكون الداعون غرباء، وإنما جاء في الشرع أن الدعاء بظهر الغيب له فضل عظيم، ويُرجى قبوله من الله تعالى إذا توافرت شروطه وانتفت موانعه.

رابعًا: أكد المفتي السابق أن المطلوب من المسلم أن يحرص على إصلاح نفسه، وأن يتجنب موانع استجابة الدعاء، مثل أكل المال الحرام، أو الظلم، أو الاستعجال في الإجابة، أو الدعاء بما فيه قطيعة رحم أو إثم. 

كما ينبغي على الداعي أن يختار أوقات استجابة الدعاء المعروفة شرعًا، مثل ثلث الليل الأخير، وعند السجود، وبعد الصلوات المكتوبة، وعند الإفطار، ويوم الجمعة.

خامسًا: أكد الدكتور شوقي علام على أن الدعاء للغير بظهر الغيب من أعظم أبواب الخير، ومستحب شرعًا، بل هو من الدعاء المقبول بإذن الله، ولكنه غير مقيد لا بعدد ولا بكونهم غرباء، بل العبرة بالإخلاص، والنية الصادقة، والتضرع إلى الله تعالى.