يعد دعاء الصباح وسيلة عظيمة لبدء اليوم بطاقة إيمانية متجددة، حيث يستعين به المسلم على قضاء حوائجه وطلب البركة والرزق من الله، ويشعر من خلاله بالطمأنينة والسكينة والرضا النفسي.
دعاء الصباح للرزق والبركة
ومن الأدعية الجميلة التي يُستحب أن يفتتح بها المسلم يومه: "اللهم إني أتبرأ إليك من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك، فإنه لا حول ولا قوة لي إلا بك"، لما فيه من تسليم كامل لله واللجوء إليه في كل شأن.
ومن الوسائل العظيمة لاستجلاب الرزق، الإكثار من الصلاة على النبي محمد ﷺ، فقد ورد في الحديث الصحيح الذي رواه أُبيّ بن كعب أن كثرة الصلاة على النبي سبب في تفريج الكرب وغفران الذنوب وقضاء الحوائج.
فحين قال له: "يا رسول الله، كم أجعل لك من صلاتي؟"، وأجابه النبي ﷺ أن كلما زاد فذلك خير له، حتى قال: "أجعل صلاتي كلها لك؟"، فأجابه: “إذن تُكفى همك ويُغفر لك ذنبك.”
الصيغ المستحبة للصلاة على النبي في الصباح
- اللهم صل وسلم على سيدنا محمد صلاة تحل بها العقد وتفرج بها الكرب
- اللهم صل وسلم على سيدنا محمد صلاة تغسل بها الخطايا وتقضي بها الحاجات
- اللهم صل وسلم على سيدنا محمد صلاة تفتح بها لنا أبواب الرزق والرحمات
- اللهم صل وسلم على سيدنا محمد صلاة تبلغنا بها أعلى المقامات وأحسن الخواتيم
- اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
- اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين
تلك الصيغ من الصلاة ليست فقط أذكاراً تقال، لكنها مفاتيح للخير والتيسير والرضا والرزق، ينال بها العبد كل خير في دنياه وآخرته.
كثرة الاستغفار
يُعد الاستغفار من أقرب العبادات التي يتوسل بها العبد إلى ربه لاستنزال الرزق ودفع البلاء، وهو باب واسع للخير في الدنيا والآخرة.
فقد ورد في القرآن الكريم على لسان نبي الله نوح عليه السلام: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا، يرسل السماء عليكم مدرارًا، ويمددكم بأموال وبنين، ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا"، وهي آية عظيمة تؤكد أن كثرة الاستغفار سبب مباشر لجلب الرزق بمختلف أنواعه.
كثرة الدعاء
ومن الوسائل البسيطة التي تعود بالنفع العظيم، الإكثار من الدعاء في كل الأوقات، وخاصة في بداية اليوم بعد صلاة الفجر، وهو وقت تُقسم فيه الأرزاق وتنزل البركات. وقد ورد عن النبي ﷺ قوله: "لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر".
لذا فإن الدعاء ليس مجرد أمنية بل هو عبادة تفتح أبواب السماء وتغير الأقدار.
بر الوالدين
كذلك، يُعد بر الوالدين من أعظم الأعمال التي توسع الرزق وتزيد في البركة، فقد أشار النبي ﷺ في الحديث الصحيح: "من سره أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه"، ما يدل على أن صلة الرحم، وفي مقدمتها بر الوالدين، من أعظم أسباب الرزق والبركة في العمر.
الصدقة
أما الصدقة، فهي باب عظيم للبركة والزيادة، وقد ورد في الحديث النبوي: "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا". والقرآن كذلك أشار إلى فضلها في قوله تعالى: "من ذا الذي يُقرض الله قرضًا حسنًا فيُضاعفه له أضعافًا كثيرة"، لتكون الصدقة سببًا مباشرًا في مضاعفة الخير والنماء.
تلك العبادات الأربع: الاستغفار، الدعاء، بر الوالدين، والصدقة، هي مفاتيح مضمونة لفتح أبواب الرزق، جعلها الله سهلة على عباده، ولكنها عظيمة في أثرها لمن أخلص النية والتزم بها.