أكدت النائبة د. سمر سالم، عضو لجنة الشؤون الصحية بمجلس النواب، أن إعلان وزير الصحة والسكان عن تعزيز التعاون مع الجانب الإيطالي لإنتاج أدوية الأمراض النادرة يُعد خطوة استراتيجية طال انتظارها، وتمثل انتصارًا للعدالة الصحية والبعد الإنساني في ملف الدواء بمصر.
وقالت النائبة، في تصريح خاص لـ"صدى البلد"، إن الاهتمام بالأمراض النادرة لم يكن يحظى بالأولوية المطلوبة في فترات سابقة، رغم أن هذه الفئة من المرضى تعاني في صمت، بسبب ارتفاع أسعار الأدوية، وندرتها في السوق، وصعوبة التشخيص. ولهذا، فإن فتح باب التعاون مع إيطاليا، الدولة الرائدة في الطب الدوائي والأبحاث السريرية، يعكس نقلة نوعية في فكر وزارة الصحة تجاه الفئات الأكثر احتياجًا".
وأشارت إلى أن الاستفادة من خبرات المؤسسات الإيطالية مثل مركز Gemelli IRCCS ومستشفى بيمبينو جيزو المتخصصة في علاج الأورام وأمراض الأطفال، لن تُسهم فقط في تطوير منظومة العلاج داخل مصر، بل ستفتح آفاقًا جديدة لتدريب الأطباء، وتعزيز البحوث الإكلينيكية، ونقل التكنولوجيا، بما يدعم خطة الدولة نحو توطين الصناعة الدوائية وتقليل فاتورة الاستيراد.
وأضافت سالم، أن الأمراض النادرة تحتاج بيئة متخصصة من حيث التشخيص والعلاج والرعاية الممتدة، وهذا يتطلب نهجًا مختلفًا في السياسات الصحية، ونحن ندعم توجه الوزارة لتوقيع شراكات دولية ذكية تخدم المواطن المصري، خصوصًا الأطفال، وأصحاب الأمراض الوراثية، والمرضى الذين تُعد أدويتهم باهظة الثمن أو محدودة الإنتاج عالميًا.
وأكدت النائبة أن لجنة الصحة بالبرلمان ستدعم كل خطوة تنفيذية تتخذها الوزارة في هذا المسار، سواء على مستوى التصنيع، أو التوسع في المراكز المتخصصة، أو إنشاء قاعدة بيانات وطنية للأمراض النادرة، مطالبة بإطلاق حملة إعلامية لتوعية الأسر بحقوق أطفالهم في العلاج، وتسهيل الوصول إلى الخدمات الدوائية والرعاية المناسبة.
واختتمت سالم تصريحها بقولها: هذه الخطوة تمثل بداية جادة نحو تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص في الرعاية الصحية، وتحقيق نقلة مستحقة في ملف منسي، آن الأوان أن يأخذ حقه من الاهتمام والدعم.