قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الوفيات تتضاعف ثلاث مرات.. عودة "الملاريا" بقوة في زيمبابوي

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تشهد زيمبابوي عودة مقلقة لمرض الملاريا بعد سنوات من التقدم في مكافحته، حيث سجلت البلاد 115 تفشيًا للمرض منذ بداية عام 2025، مقارنة بتفشٍ واحد فقط في العام الماضي، في حين تضاعفت أعداد الوفيات ثلاث مرات خلال الأشهر الستة الماضية، وفقًا لبيانات وزارة الصحة نقلتها صحيفة الجارديان البريطانية.

وترجع أسباب هذا الانفجار في أعداد الإصابات إلى قرار الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب في يناير الماضي بوقف تمويل برامج مكافحة الملاريا والسل وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) في البلاد، وهو القرار الذي وصفه خبراء صحيون بـ"الضربة القاسية" لجهود زيمبابوي في القضاء على الملاريا.

وأفادت وزارة الصحة أن إجمالي الإصابات بالملاريا ارتفع بنسبة 180% خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، حيث قفزت أعداد الوفيات من 45 وفاة في 2024 إلى 143 وفاة حتى نهاية أبريل 2025. وبلغ إجمالي الإصابات حتى نهاية يونيو 119,648 حالة، فيما سُجلت 334 وفاة.

كما أدى وقف التمويل الأمريكي إلى تعطل توزيع الناموسيات المعالجة بالمبيدات، وهي الوسيلة الأساسية للوقاية من لدغات البعوض الناقل للمرض، حيث أقرت وزارة الصحة بعجز يقدر بـ600 ألف ناموسية، رغم محاولاتها سد الفجوة محليًا.

وقال إيتاي روسيكه، مدير مجموعة العمل المجتمعية للصحة في زيمبابوي، إن سنوات من التقدم في مكافحة الملاريا باتت مهددة بالانهيار، مؤكدًا أن "التمويل المحلي المستدام أصبح ضرورة عاجلة للحفاظ على جهود الوقاية والعلاج". 

وأضاف: "حين تنفد ناموسيات الوقاية وأدوية الحوامل، تُزهق الأرواح. وحين تتعطل إمدادات أجهزة الفحص والعلاجات الأساسية، ترتفع الإصابات والوفيات بشكل حاد".

ويمثل الأطفال دون سن الخامسة نحو 14% من إجمالي الحالات المسجلة، ما يضاعف القلق من تداعيات الأزمة الصحية الراهنة.

وكانت زيمبابوي قد وضعت هدفًا وطنياً للقضاء على الملاريا بحلول عام 2030، ضمن خطة الاتحاد الأفريقي، عبر حملات التوعية المجتمعية ورش المبيدات وتحسين أنظمة الترصد الصحي. غير أن هذه الاستراتيجية باتت تواجه انتكاسة خطيرة.

بدوره، دعا وزير الصحة الأسبق، الدكتور هنري مادزوريرا، الحكومة إلى تعبئة الموارد المحلية لتعويض النقص في التمويل، مؤكدًا أن "الاعتماد المفرط على المانحين في مكافحة الملاريا لم يعد خيارًا آمنًا".