قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

العائدون من ليبيا يطالبون إيطاليا بترجمة وعود التعويض إلى أفعال ملموسة

ليبيا وايطاليا
ليبيا وايطاليا

جدّدت رابطة العائدين من ليبيا مطالبتها للحكومة الإيطالية، في الذكرى السنوية لطرد الإيطاليين من ليبيا، التي تصادف 21 يوليو، بتنفيذ وعود التعويض عن الخسائر التي تكبّدها الآلاف جراء مصادرة ممتلكاتهم في ليبيا قبل 55 عامًا.

وفي مقال نُشر عبر موقع لاديجي ووكالة نوفا الإيطالية، عبّرت فرانشيسكا برينا ريكوتي، رئيسة الرابطة، عن استيائها من "تقاعس السلطات الإيطالية عن تحويل وعودها إلى إجراءات ملموسة"، ووصفت هذا اليوم بأنه يحمل "تحولًا تاريخيًا مأساويًا" لا يزال جرحه مفتوحًا في الذاكرة الجماعية الإيطالية.

وتعود الواقعة إلى 21 يوليو 1970، حينما أصدر الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي مرسومًا قضى بمصادرة ممتلكات نحو 20 ألف إيطالي كانوا يقيمون في ليبيا، والتي شملت منازل وأراضٍ ومؤسسات. 

وبينما كان العالم يحتفل بهبوط الإنسان على سطح القمر، كان آلاف الإيطاليين يعيشون صدمة فقدان ممتلكاتهم ونفيهم من البلاد التي ساهموا في بنائها.

وتقول ريكوتي: "لم تكن طرابلس وبنغازي والخمس ومصراتة مجرد مدن على الخارطة، بل كانت أوطانًا نعيش فيها ونعمل ونتنفس من خلالها. لقد حفرت خطواتنا الشوارع، وسقينا الحقول بعرقنا، وملأنا البيوت بالحياة. لكن عندما عدنا إلى إيطاليا، لم نجد من ينتظرنا. استُقبلنا ببرود، أحيانًا بعدم ثقة، وغالبًا بعدم اكتراث. لم تكن هناك خطة لإعادة إدماجنا، ولم يُعترف بنا".

وأضافت أن "العديد من كبار السن منا توفوا دون أن تُرد لهم حقوقهم، ودون أن يشعروا بأنهم نالوا العدالة"، مشددة على أن مطالبهم "لا تتعلق بامتيازات، بل بالحق في الاعتراف والعدالة".

وأوضحت أن الرابطة، رغم استمرار معاناتها، لم توجه يومًا لومها إلى الشعب الليبي، بل لا تزال تحتفظ بذكريات طيبة عن جيران وأصدقاء ليبيين "ساندونا في لحظاتنا الصعبة".

وفي بيان رسمي أصدرته الرابطة اليوم ردًا على ما اعتبرته "تفسيرات خاطئة" في الصحافة الليبية، أكدت ريكوتي أن "مطالب التعويض لا تُوجّه إلى ليبيا، بل إلى الدولة الإيطالية وحدها، بصفتها الطرف المسؤول عن حماية مواطنيها وضمان حقوقهم، بموجب ما نصّت عليه المعاهدة الإيطالية الليبية لعام 1956".

وأنهت بالقول: "لقد مرّ أكثر من خمسة عقود ونصف، وحان الوقت لإنهاء هذا الظلم المستمر. إيطاليا، كدولة ديمقراطية، لا يمكنها أن تغض الطرف عن حقوق مواطنيها باسم المصالح السياسية أو الاقتصادية".

وبينما تواصل الرابطة إحياء هذه الذكرى من خلال الفعاليات الثقافية والندوات والشهادات الحية، تؤكد أن ما تسعى إليه هو ترسيخ الذاكرة، وكشف الحقيقة التاريخية، وتحقيق العدالة.