هل يجوز أن أدعو لأحد باسمه في صلاة الفريضة أو النفل؟ وهل يجوز أن أسمي الشيء الذي أدعو له به؟ سؤال أجاب عنه الدكتور مجدى عاشور، مستشار مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
وقال مجدى عاشور عن السؤال قائلا: إن جمهور العلماء أجازوا الدعاء لشخص بعينه، وكذا يجوز تسمية الشيء الذي ندعو له به، ودليل ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين يرفع رأسه يقول: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ، ويدعو لرجال فيسميهم بأسمائهم فيقول: "اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين" [ رواه البخاري ومسلم].
وقال الإمام المرداوي الحنبلي في "الإنصاف" (82/2) يجوز الدعاء في الصلاة لشخص معين في الصحيح من المذهب، كما كان الإمام أحمد يدعو الجماعة في الصلاة. منهم الإمام الشافعي رضي الله عنهم اهـ .
وبناء على ذلك فإنه يجوز الدعاء لشخص معين في الصلاة فريضة أو نافلة ، ويجوز تسمية الشيء الذي تدعو به لهذا الشخص.
هل يجوز الدعاء لشخص بإسمه في الصلاة
قالت دار الإفتاء المصرية ، إنه لا حرج شرعًا على الإنسان من تخصيص أحد من أهل الفضل -كوالديه أو أستاذه- بالدعاء له في الصلاة مع ذِكْر اسمه عند ذلك، سواء أكانت الصلاة فريضة أم نافلة.
وأوضحت “ الإفتاء ” في إجابتها عن سؤال : هل يجوز الدعاء لشخص بإسمه في الصلاة ؟، أن مذاهب الفقهاء في حكم الدعاء في الصلاة بغير الوارد، أن من المقرر شرعًا بالكتاب والسُّنَّة استحباب الدعاء، فمن الكتاب قوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186].
واستشهدت بقوله سبحانه: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]، وقوله عزَّ وجلَّ: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [الأعراف: 55]، وقوله تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: 110].
وأشارت إلى أنه يدل عليه من السُّنَّة ما أخرجه أصحاب السنن والحاكم عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ»، ثم قرأ: ﴿ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡ﴾ [غافر: 60]. وما أخرجه الإمام الترمذي في "سننه" من حديث أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الدُّعَاءُ مُخُّ العِبَادَةِ». وعلى ذلك اتفاق جمهور الأمة من العلماء والفقهاء والمحدثين.
ولفتت إلى أنه قال الإمام النووي في "الأذكار" (ص: 395، ط. دار الفكر): [اعلم أن المذهب المختار الذي عليه الفقهاء والمحدِّثون وجماهير العلماء من الطوائف كلها من السلف والخلف: أن الدعاء مستحبٌّ] اهـ.