قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

حرارة تصل لمستويات غير مسبوقة.. تطور مناخي مقلق| ما القصة؟

درجات الحرارة
درجات الحرارة

في تطور مناخي مقلق، كشفت دراسات حديثة أن ارتفاع درجات حرارة المحيطات عام 2023 قد يمثل بداية تحول جذري في نظام المناخ العالمي، بعد أن سجلت المياه البحرية معدلات حرارة غير مسبوقة امتدت حتى عام 2025.

ارتفاع درجة حرارة المحيطات 

ووفقا لتقارير علمية، فإن موجات الحر البحرية في العام الماضي لم تكن مجرد ظواهر مؤقتة، بل تحولت إلى أحداث طويلة الأمد حطمت جميع الأرقام القياسية السابقة، سواء من حيث المدة أو الاتساع أو الشدة فقد اجتاحت موجات متتالية من السخونة أجزاء واسعة من المحيطات، مهددة الحياة البحرية ومواردها الحيوية.

اقرأ أيضًا:

ظواهر متطرفة تتكرر

بحسب الدراسة، تعرض نحو 96% من سطح المحيطات العالمية لموجات حر شديدة.

وكانت المناطق الأكثر تضررًا هي شمال الأطلسي، شمال المحيط الهادئ، وبعض المناطق الاستوائية، حيث تركزت 90% من حالات ارتفاع درجات الحرارة غير المعتادة. 

ففي شمال الأطلسي وحده، استمرت موجة حر بحرية لمدة تجاوزت 525 يومًا منذ منتصف عام 2022.

كما شهد جنوب غرب المحيط الهادئ موجة استثنائية في اتساعها وقوتها، بينما بلغت درجات حرارة مياه المحيط الهادئ الاستوائي الشرقية ذروتها بزيادة بلغت 1.63 درجة مئوية فوق المعدل الطبيعي، مدفوعة بظاهرة "النينيو".

تداعيات كارثية على النظم البيئية

وتعد موجات الحر البحرية أكثر من مجرد مياه دافئة، فهي تغير ديناميكية الحياة في البحار، حيث تؤدي إلى نفوق الشعاب المرجانية، وتدفع بالأسماك إلى الهجرة، وتتسبب في اضطراب سلاسل الإمداد الغذائي البحرية، ما ينعكس سلبا على الصيد والتنوع البيولوجي.

ويؤكد العلماء أن هذه الظواهر المتطرفة أصبحت أكثر شيوعا وحدة نتيجة التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري، مثل انبعاثات غازات الدفيئة وتدهور النظم البيئية.

 أسباب متعددة لموجات حر 2023

استعان الباحثون بتقنيات متقدمة لتتبع انتقال الحرارة عبر طبقات المحيط، وخلصوا إلى أن أسباب موجات الحر البحرية تختلف من منطقة إلى أخرى.

 ففي بعض المناطق، تراجعت الغيوم ما سمح بمرور أشعة الشمس وتسخين المياه، بينما تسببت ضعف حركة الرياح في قلة اختلاط المياه، مما أدى إلى بقاء الطبقات السطحية أكثر سخونة.

 كذلك، ساهمت تحولات غير معتادة في التيارات البحرية في تراكم الحرارة لفترات طويلة.

المحيطات أمام اختبار وجودي

تلعب المحيطات دورا جوهريا في استقرار مناخ الأرض، إذ تمتص نحو 90% من الحرارة الزائدة الناتجة عن الاحتباس الحراري، و23% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، كما تنتج حوالي نصف كمية الأكسجين على الكوكب.

إلا أن هذا التوازن أصبح مهددا فقد حذرت الدراسة من أن الأعاصير المدارية العنيفة التي شهدها عام 2023 قد تكون إشارة مبكرة على اقتراب نظام المناخ العالمي من "نقطة التحول"، وهي العتبة التي، إذا ما تم تجاوزها، قد يصعب على النظام البيئي التعافي منها.

وتشمل هذه التداعيات المحتملة تكرار موجات الحر البحرية، انهيار سلاسل الغذاء البحرية، انخفاض أعداد الأسماك، وابيضاض وتحمض الشعاب المرجانية، بالإضافة إلى تفاقم الظواهر الجوية المتطرفة على اليابسة مثل العواصف العنيفة والجفاف.

دعوة عاجلة للتحرك

يشدد العلماء على أهمية تعزيز أنظمة الرصد وجمع البيانات الدقيقة، بهدف تطوير نماذج تنبؤ أكثر فاعلية للتعامل مع الأحداث المناخية المتطرفة. 

كما يوصون بتحسين استعداد المجتمعات الساحلية لمواجهة الاضطرابات البيئية المتكررة.

وفي ظل تصاعد التهديدات البيئية، تؤكد الدراسات أن حماية المحيطات تظل مفتوحا رئيسيا في معركة البشرية ضد التغير المناخي، غير أن الضغوط المتزايدة، من التلوث البلاستيكي إلى الاستغلال الجائر للموارد، تسرع من وتيرة الاحترار وتدفع الكوكب إلى حافة تحول مناخي يعد الأخطر في تاريخه الحديث.