قال الكاتب الصحفي محمد مصطفى أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر، إن ما حدث اليوم في المسجد الأقصى من اقتحام وقيام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير بأداء صلوات تلمودية داخله؛ يعد تطورًا خطيرًا وغير مسبوق، لكنه يأتي في سياق حملة دعائية إسرائيلية لتشتيت الانتباه عن أزمات داخلية أعمق.
وأوضح أبو شامة، في مداخلة مع الإعلامية آية لطفي، ببرنامج "ملف اليوم"، المذاع عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن هذا التصرف لا يمكن قراءته بمعزل عن المشهد العام في إسرائيل، حيث تشهد البلاد حالة من التجميد السياسي والعسكري، لا تسوية ولا مواجهة، بل تجميد ناتج عن ضغوط أمريكية ودولية من جهة، وغضب داخلي واسع من جهة أخرى.
وأشار إلى أن الفيديو الذي بثته حركة حماس لأحد الرهائن الإسرائيليين مؤخرًا؛ كان له وقعا شديدا على الداخل الإسرائيلي، حيث أثار مظاهرات حاشدة في تل أبيب، وزاد من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية للعودة إلى طاولة التفاوض، والقبول بالمقترح الأمريكي القائم على "كل الرهائن مقابل إنهاء الحرب".
وأضاف أن اقتحام بن جفير للمسجد الأقصى اليوم، لا يخرج عن كونه محاولة لتصدير أزمة وهمية لتشتيت الأنظار عن الضغط المتصاعد على حكومة الاحتلال، معتبرًا أن ما يحدث للفلسطينيين في غزة من مجاعة وموت للأطفال تحت الحصار؛ يفوق في فظاعته أي اقتحام للمسجد الأقصى، رغم خطورته الرمزية والدينية.
وأكد أبو شامة أن الحكومة الإسرائيلية مرتبكة، ولا تعرف خطوتها المقبلة، مشيرًا إلى أن نتنياهو لم يعد يملك خيارات كثيرة، فخطته لاحتلال كامل قطاع غزة مجمدة بفعل ضغوط سياسية وعسكرية واقتصادية، بالإضافة إلى التردد الأمريكي المتزايد تجاه استمرار الحرب.