في موقف سياسي موحد يعكس مدى القلق المتزايد من التصعيد الإسرائيلي، أصدرت 31 دولة عربية وإسلامية، أمس، بيانا شديد اللهجة، نددت فيه بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن ما يعرف بـ"رؤية إسرائيل الكبرى".
وعبر الموقعون على البيان عن رفضهم القاطع لأي محاولات لفرض واقع جديد باستخدام القوة، مؤكدين تمسكهم بخيار السلام العادل والمستند إلى القانون الدولي.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن هناك خطورة التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول ما يعرف بـ"إسرائيل الكبرى".
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن خطورة هذه التصريحات تكمن أولا في صدورها عن رأس السلطة في إسرائيل، وليس عن أي وزير أو مسؤول أقل مستوى، مشيرا إلى أنها تمثل سابقة لم يسبق لأي مسؤول إسرائيلي، حتى في حكومات نتنياهو السابقة، أن تحدث بمثل هذا التبجح حول "إسرائيل التوراتية".
وأشار فهمي، إلى أن تصريحات نتنياهو تتعارض مع نصوص وبنود معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، والتي تم توقيعها برعاية أمريكية، معتبرا أن بيان الخارجية المصرية كان من المهم أن يشير صراحة إلى هذا الخرق، خاصة أن الاتفاقية موقعة من الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، إلى جانب الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحم بيجن.
واختتم: "هذه التصريحات قد تشجع مسؤولين آخرين، سواء على المستوى السياسي أو العسكري، فضلا عن قادة الأحزاب الدينية المتطرفة، على تكرار مثل هذه المزاعم".
والبيان الصادر عن وزراء خارجية الدول المشاركة، إضافة إلى الأمناء العامين لكل من جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، أدان بأشد العبارات تصريحات نتنياهو التي وصفها بأنها "استهانة بالغة وافتئات صارخ وخطير على قواعد القانون الدولي"، محذرا من أن هذه التصريحات تشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي، ولسيادة الدول، وللسلم الإقليمي والدولي.
التزام بالسلام ورفض لنهج القوة
وأكد البيان أن الدول العربية والإسلامية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه التصريحات والممارسات، بل ستتخذ ما يلزم من سياسات وإجراءات ترسخ السلام القائم على العدالة، وتكفل مصالح جميع الدول والشعوب في الأمن والاستقرار والتنمية، كما شدد على أن أي محاولات لفرض السيادة بالقوة أو التوسع تحت ذرائع دينية أو تاريخية مرفوضة جملة وتفصيلا.
رفض واضح لخطة الاستيطان في "E1"
كما دان البيان، وبأشد العبارات، موافقة الوزير الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش على تنفيذ خطة استيطانية جديدة في منطقة "E1"، معتبرا أن هذه الخطوة تمثل امتدادا لسياسات تهدف إلى تقويض فرص السلام.
وأكد أن تصريحات سموتريتش المتطرفة والعنصرية، ورفضه الواضح لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، تكشف بوضوح النوايا الحقيقية وراء التصعيد السياسي الإسرائيلي.
رفض عربي.. ومصر: إصرار على التصعيد
والجدير بالذكر، أن أعلنت وزارة الخارجية في بيان رسمي، أن جمهورية مصر العربية تتابع بقلق بالغ ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن ما يُسمى بـ"إسرائيل الكبرى"، معتبرة أن مثل هذه التصريحات تمثل توجهاً مرفوضاً يتنافى مع خيار السلام ويعكس إصراراً على التصعيد وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
وطالبت الوزارة، وفقا للبيان، الجانب الإسرائيلي بتقديم إيضاحات عاجلة حول هذه التصريحات، مؤكدة أن تبني مثل هذه الأطروحات يتعارض مع تطلعات الأطراف الإقليمية والدولية الساعية لتحقيق الأمن والسلام لجميع شعوب الشرق الأوسط.
وشددت مصر على أن السبيل الوحيد لإحلال السلام العادل والشامل يتمثل في العودة الجادة إلى طاولة المفاوضات، ووقف الحرب على قطاع غزة، وصولاً إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، استناداً إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
إدانة المملكة العربية السعودية
أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها الشديدة للتصريحات التي أدلى بها رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول ما يعرف بـ"رؤية إسرائيل الكبرى"، مؤكدة رفضها الكامل لكافة المخططات الاستيطانية والتوسعية التي تنتهجها سلطات الاحتلال.
وشددت وزارة الخارجية السعودية، في بيان رسمي، على الموقف الثابت للمملكة الداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه التاريخي والقانوني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على أراضيه، وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة.