قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

من المأزق الإسرائيلي إلى مخاطر التهجير.. سيناريوهات مفتوحة لمستقبل غزة

قطاع غزة
قطاع غزة

يواجه المشهد الإقليمي والدولي حالة من عدم الاستقرار جراء استمرار الحرب في قطاع غزة، وتتسارع التحركات السياسية والدبلوماسية لوقف التصعيد وإطلاق النار. 

وتتصدر القاهرة والدوحة جهود الوساطة المكثفة، في محاولة لتهدئة جديدة، تعيد الأوضاع إلى مسار أكثر استقرارًا وتخفف من حدة المأساة الإنسانية داخل القطاع.

وبينما تبدي الأطراف الراعية للوساطة حرصًا على إيجاد أرضية مشتركة تسمح بالموافقة على المبادرة، وتتعالى المخاوف من أن يؤدي استمرار التعنت الإسرائيلي إلى إفشال هذه المساعي، بما ينذر باستمرارية القتال واتساع رقعة الدمار والمعاناة. 

أستاذ دراسات إسرائيلية: نتنياهو في مأزق حقيقي.. واجتياح غزة سيكلف إسرائيل خسائر فادحة

قال الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ الدراسات الإسرائيلية، في تصريحات خاصة لموقع “صدى البلد”، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه مأزقًا حقيقيًا في إدارة الملف العسكري والسياسي المتعلق بقطاع غزة، موضحًا أن رئيس الأركان الإسرائيلي يرفض المضي في عملية “جدعون 2”، التي يصفها نتنياهو بأنها “احتلال ما تبقى من غزة”.

وأشار أنور إلى أن “شبح التجربة الأوكرانية مع زيلينسكي، الذي تخلت عنه الولايات المتحدة، يطارد نتنياهو”، لافتًا إلى أن “أذرع إيران في المنطقة ما زالت قادرة على تأجيج الصراع، كما أن المقاومة في غزة ما زالت تنفذ هجمات في شمال القطاع وجنوبه، الأمر الذي يجعل الحديث عن القضاء على معاقلها مسألة مشكوك فيها، وسيكلف إسرائيل خسائر جديدة”.

وأضاف: “هناك أيضًا احتمال شبه مؤكد لمقتل معظم المحتجزين الإسرائيليين في حال تنفيذ عملية عسكرية واسعة، وهو ما يمثل ضغطًا إضافيًا على نتنياهو، الذي يناقش مع وزرائه العرض المصري ويحاول بلورة تصور يروج له باعتباره ورقة ضغط على حماس لدفعها نحو المرونة”.

وأوضح أنور أن نتنياهو “يتخبط في مواقفه، فتارة يبرر تشدد حماس بوجود مظاهرات داخل إسرائيل، وتارة يزعم أن الضغط العسكري هو الذي دفع الحركة إلى تقديم ردود إيجابية”.

وتابع: “الفاصل الحقيقي للتوصل إلى اتفاق سيكون مرتبطًا بمسألتين أساسيتين: الأولى الانسحاب الكامل من قطاع غزة مع استثناء حزام أمني بعرض ألف متر، على أن تتم مناقشته لاحقًا، والثانية تعهدات مكتوبة من الولايات المتحدة بإنهاء الحرب”.

واعتبر أن “قضية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وخاصة أصحاب الأحكام المؤبدة، قد تكون قابلة للحل إذا توافرت الإرادة السياسية”، مشددًا على أن هذه الملفات مجتمعة تجعل نتنياهو أمام معادلة معقدة وضغوط داخلية وخارجية غير مسبوقة.

الرقب: رفض إسرائيل للهدنة يعني استمرار الحرب وتنفيذ مخطط تهجير مليوني فلسطيني إلى رفح

فيما قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، في تصريحات صحفية خاصة لموقع “صدى البلد”، إن القاهرة بذلت خلال الأيام الماضية جهودًا كبيرة مع بعض الفصائل الفلسطينية، قبل أن تنضم الدوحة إلى الحراك، في محاولة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن حركة حماس وافقت على المقترح بصيغته الحالية.

وأضاف الرقب: “حتى هذه اللحظة لم تبد إسرائيل اعتراضًا رسميًا على المبادرة المصرية القطرية، ونحن بانتظار ما سيصدر عن اجتماع المجلس الوزاري المصغر يوم الخميس، والذي سيحدد ما إذا كانت إسرائيل ستقبل بالخطة أو سترفضها”.

وأوضح أن رفض إسرائيل للهدنة المقترحة لمدة ستين يومًا يعني أنها ستواصل الحرب على غزة واحتلال ما تبقى من القطاع، وهو ما ينذر بسقوط آلاف الشهداء، لافتًا إلى أن تل أبيب تلوح بما تسميه “الخطة الشاملة”، دون أن تقدم أي رؤية متكاملة سواء من الجانب الإسرائيلي أو الأمريكي.

وتابع الرقب: “كل ما يطرح تحت مسمى الخطة الشاملة لا يتجاوز أهدافًا معلنة، أبرزها تفكيك سلاح حماس وغزة، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على القطاع، وإنشاء إدارة لا تتبع لا للسلطة الفلسطينية ولا لحماس، بالإضافة إلى تبادل للأسرى بين الجانبين.”

وأكد أن الولايات المتحدة تميل إلى تجاهل الجهود المصرية والقطرية، وهو ما يعطي رسائل سلبية حول إمكانية نجاح المبادرة، مشددًا على أن إسرائيل تسعى لصفقة شاملة وليست جزئية، وهو أمر مغاير لما جرى في المراحل السابقة.

واختتم الرقب تصريحاته قائلاً: “نأمل أن توافق إسرائيل على المقترح المطروح، حتى تدخل الهدنة حيز التنفيذ وتحقن دماء أبناء شعبنا الفلسطيني".

 أما إذا رفضت، فإنها ستواصل مخططها القائم على إنشاء معتقل ضخم في رفح، يطلقون عليه مدينة إنسانية، لدفع نحو مليونين من أبناء شعبنا إلى التهجير القسري، وهو مشروع في غاية الخطورة إذا تمكنوا من تنفيذه.