قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

فقدان الجليد في القارة القطبية الجنوبية ينذر بكارثة مناخية.. ماذا سيحدث؟

ذوبان الجليد
ذوبان الجليد

فجرت دراسة علمية جديدة، مفاجأة بشأن الفقدان السريع للجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية، الأمر الذي قد يمثل نقطة تحول مهمة في المناخ العالمي. 

بحسب مجلة ساينس ديلي، أثبتت الأبحاث أن هذا الانخفاض في الجليد يؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحار، وتحولات في تيارات المحيطات، بالإضافة إلى فقدان الحياة البحرية، مما يجعل من الصعب للغاية عكس هذه الاتجاهات.

تأثيرات الاحتباس الحراري 

وصفت الدراسة التي نشرت في المجلة العلمية، التأثيرات المعقدة للاحتباس الحراري على القارة المتجمدة في القطب الجنوبي، حيث أظهرت الأدلة حدوث تغيرات سريعة وتفاعلية في البيئة في هذه المنطقة.

يأتي ذلك استنادًا إلى بيانات الملاحظات والتحليلات المستندة إلى عينات من الجليد وسجلات السفن التي تكشف التغيرات الطويلة الأمد في منطقة الجليد البحري. وقد أظهرت النتائج أن النظام البيئي في القارة قد شهد تغييرات تزيد من تفاقم الوضع البيئي.

التقرير يؤكد على أن الفقدان المكثف للجليد البحري قد أدى إلى تقليل مداه إلى ما دون المعدلات الطبيعية التي كانت سائدة في القرون الماضية. بعض هذه التغييرات تعتبر أكثر حدة وتتميز بعدم التغيير، مما يعني أن بعض الآثار قد تكون غير قابلة للعكس. 

وقد أكدت الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن أي فقدان للجليد البحري سيؤدي إلى سلسلة من التفاعلات البيئية التي ستستمر حتى لو تم تحقيق استقرار في المناخ.

العلاقة بين الجليد والمناخ

يحدث ذوبان الجليد عادة عندما تقلل الألواح الجليدية الأصغر حجمًا من قدرتها على عكس الإشعاع الشمسي، مما يعني أن كوكب الأرض يمتص مزيدًا من الحرارة من الشمس. 

هذه العملية تؤثر سلبًا على الدورة الانقلابية في القارة القطبية الجنوبية، وهو تيار مياه يمتد عبر المحيط، ويساعد في توزيع الحرارة والمواد المغذية، ويلعب دورًا في تنظيم المناخ.

وفيما يخص الحياة البحرية، فإن فقدان الجليد يؤدي إلى تدهور الحياة في تلك المنطقة الفريدة، بما في ذلك الأنواع مثل طيور البطريق الإمبراطوري التي تعتمد على الجليد للتكاثر، فضلاً عن أنواع أخرى مثل التاكريل. 

كما أن ظاهرة ارتفاع درجة حرارة المياه السطحية ستحقق نقصًا في أعداد العوالق النباتية التي تمتاز بقدرتها على سحب كميات هائلة من الكربون من الغلاف الجوي.

كيف نحمي القارة القطبية؟

تشير الدراسة إلى أن تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم من شأنه أن يقلل من خطر حدوث تغييرات ملحوظة في القارة القطبية الجنوبية، إلا أنه قد لا يكون كافيًا لمنع حدوثها أو عكسها. 

هذا الأمر يؤكد على أهمية تحقيق استقرار مناخ الأرض مع مراعاة ضرورة عدم تجاوز ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية، بحسب العلماء.

وتعد القارة القطبية الجنوبية واحدة من النقاط الرئيسة في النظام المناخي للأرض، ونقطة تحول تعتبر حاسمة في النظام المناخي، عند تجاوزها، حيث يمكن أن تسبب تغييرات كبيرة وملموسة لا يمكن عكسها حتى لو توقفت الأسباب. 

التداعيات السلبية تشمل أيضًا ذوبان الصفائح الجليدية القطبية، وتدهور الغابات الاستوائية، وبعض التغيرات المرتبطة بالبيئة المناخية في أماكن أخرى حول العالم.

وبحسب العلماء، تتطلب التغيرات المفاجئة في القارة القطبية الجنوبية اتخاذ إجراءات عالمية للتكيف والتخفيف من آثار هذه التغيرات على المدى الطويل.