قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن الإسلام دين ريادة وحضارة ومدنية، مشيرًا إلى أن قيمة العمل وإتقانه من أعظم القيم التي أكد عليها النبي ﷺ والأنبياء من قبله.
وأوضح جبر، خلال تصريح له، أن نبي الله داوود- عليه السلام-، مع كونه نبيًا وملكًا؛ كان يأكل من عمل يده، حيث كان يصنع الدروع من الحديد ويبيعها، ثم يتصدق بـ 90% من دخله على الفقراء والمساكين، وينفق الـ 10% المتبقية على بيته وأولاده، مؤكدًا أن هذا نموذج عظيم للجد والاجتهاد والإخلاص.
وأكد أنه على المسلم أن يرضى بالمهنة التي أقامه الله فيها وأن يتقنها، سواء كانت زراعة أو صناعة أو تجارة أو دراسة، فكلها وسائل لعبادة الله وعمارة الأرض، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: "ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داوود كان يأكل من عمل يده".
وأضاف أن التاجر الصدوق الأمين؛ مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة، والمؤذن الذي يحسن عمله؛ يُبعث أطول الناس أعناقًا يوم القيامة.
وأكد أن إتقان العمل هو الطريق إلى محبة الإنسان لمهنته، وأن الفشل في الإتقان هو ما يولد الكراهية والملل.
وشدد عالم الأزهر الشريف، على أن الأمة لا تنهض إلا بالمتقنين المخلصين في أعمالهم، لا بالمتبرمين والمهملين، داعيًا الشباب إلى اغتنام ما قسمه الله لهم، وإتقان ما وُكل إليهم من مسؤوليات، ليكونوا سببًا في نهوض أمتهم وخيرها.