قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أحمد بسيوني يكتب: عزيزي المواطن.. ماذا تريد من أعضاء البرلمان؟

أحمد بسيوني
أحمد بسيوني

عزيزي المواطن الكريم، ماذا تريد من أعضاء البرلمان؟ قبل أن تجيب على هذا السؤال.. فكر ولو لوهلة ما أهمية البرلمان؟ وما هو المطلوب ممن ينوب عنك داخل البرلمان؟
البرلمان المصري يمتلك غرفتين هما مجلس النواب ومجلس الشيوخ، والفارق الجوهري بينهما أن مجلس النواب هو السلطة التشريعية الرئيسية، والمسؤول عن سن القوانين وإقرار الموازنة العامة ومراقبة أداء الحكومة، في حين أن مجلس الشيوخ، طبيعته استشارية إلى حد كبير، حيث يختص بـ"دراسة وإبداء الرأي" في القضايا التي تُحال إليه من رئيس الجمهورية أو مجلس النواب، ورأيه استشاري وغير ملزم.
المؤهل لعضوية مجلس النواب هو مَن يستطيع تمحيص القوانين، وملاحظة الألفاظ القانونية وما تحتمله من معانٍ، ويعرف مدى رضا الناس عنها، وما الفائدة التي تعم عليهم من هذه القوانين، هذا بالإضافة إلى من لديه الجرأة والموضوعية، بمعنى أن يراقب الأمور مراقبة الناقد البنَّاء، وليس الناقد الذي يحب الظهور، والفرق بينهما كبير، فالناقد البنَّاء هو الذي يتصور نفسه في مكان عضو السلطة التنفيذية من حيث واجبات الوظيفة، والإمكانيات المادية والمعنوية، ثم يرى هل يستطيع أن يؤدي أفضل من هذا المسؤول، فإن وجد أسلوبًا أفضل في الأداء الوظيفي قدم اقتراحه بكل إخلاص ليكون محل التنفيذ.
عزيزي المواطن الكريم، المطلوب ممن ينوب عنك داخل البرلمان أن يمتلك فكرًا وطنيًا يريد أن ينمى به وطننا الغالي مصر.. أن يكون قادرا على تشريع قوانين تضمن عيشة أفضل، من لديه القدرة على مراقبة الحكومة التي تعمل لخدمة المواطن وإدارة مسئولية البلاد، من يكون نموذجًا عادلاً يمتلك مقومات الصدق والأمانة والإيثار وحب الوطن، وحبه الشديد لخدمة مصر والمصريين.
ولكن للأسف تنشغل جميع القوى المدنية من أحزاب ومؤسسات مجتمع مدني تعمل في حقل التثقيف السياسي، عن أحد أهم الأدوار المنوطة بها وهي التنشئة السياسية وتوعية الناخبين بكيفية اختيار ما يمثلهم داخل البرلمان.
الجميع يتصارع حول التحالفات الانتخابية تارة وتارة حول المصالح الحزبية تارة وحول المصالح الضيفة تارة أخرى، لم يسأل أحد المواطنين حول أحوالهم، وأوضاعهم المعيشية والاقتصادية والاجتماعية، لم يكلف أحد نفسه وينزل إلى المواطنين ويستمع لرؤياهم حول تنمية قراهم ومدنهم، والسؤال الذي يطرح نفسه، هل يعلم النائب الطريق الصحيح ليصبح من خلاله عضوًا بمجلس النواب بشكله ومفهومه الجديد بعد مرور أكتر من عشر سنوات على ثورتين عظيمتين.
وفي الختام، عزيزي المواطن الكريم.. هل تعتقد أن اختياراتك داخل البرلمان قادرة على إحياء هذا الوطن من جديد والبطش بالفاسدين والدفع بالمخلصين من أجل مستقبل أفضل لهذا الوطن ليرى مكانته التي يستحقها بين شعوب الأرض؟