يعيش عمال مصنع “فاكتوري زيرو” التابع لشركة جنرال موتورز (GM) في ديترويت حالة من القلق المستمر، حيث تتبع عمليات الإنتاج نمطًا متذبذباً بين التوقف والاستئناف.
فبعد فترات من العمل المكثف، يواجه العمال إغلاقات مؤقتة متكررة، كان آخرها التوقف حتى أسبوع عيد الشكر، مع توقعات بتوقف آخر في يناير المقبل، مما جعل "سيف التسريح" معلقًا فوق رؤوس العمال المنهكين.
هذه الحالة من انعدام الاستقرار كانت محور مقال جديد كتبه نيفينا بيبلوفيتش-وينجلر وأندرو بيرجمان، وهما عاملان بالساعة في المصنع وعضوان في نقابة عمال السيارات (UAW Local 22).
يسلط الضوء على الفجوة بين الدعاية الرسمية للمصنع كونه "المنشأة الرائدة للسيارات الكهربائية" وبين الواقع المرير الذي يعيشه الموظفون على خطوط الإنتاج.
مصنع السيارات الفاخرة والقرارات الصعبة
يعد "فاكتوري زيرو" الواجهة الأساسية لطموحات جنرال موتورز الكهربائية، حيث يتولى مهمة بناء طرازات باهظة الثمن تتجاوز أسعارها 100 ألف دولار، وعلى رأسها شاحنة هامر EV (Hummer EV).
ويرى الكتاب في مقالهم أن التركيز على هذه الطرازات الفاخرة ذات المبيعات المحدودة هو أحد أسباب عدم استقرار العمل، حيث تتأثر خطوط الإنتاج بسرعة بأي تغير في الطلب العالمي على السيارات الكهربائية عالية التكلفة.
صراع من أجل الاستقرار في عصر الكهرباء
تعكس تجربة عمال مصنع جنرال موتورز "فاكتوري زيرو" التحديات الأكبر التي تواجه صناعة السيارات التقليدية أثناء تحولها نحو الكهرباء.
فبينما تستثمر الشركات المليارات في التكنولوجيا الجديدة، يجد العمال أنفسهم في مواجهة "مرونة التصنيع" التي تعني في كثير من الأحيان تسريحات مؤقتة مفاجئة أو إلغاء لنوبات العمل، مما يجعل الاستقرار المالي والأسري لهؤلاء العمال في مهب الريح.