ورد سؤال إلى عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، يقول فيه السائل: يرى بعض الناس أن الاحتفال بالمولد النبوي والهجرة المشرفة بدعة، فهل هذا صحيح؟
وأجاب د. لاشين قائلاً: البدعة المذمومة هي ما لا أصل لها في الشرع ولا يشهد لها دليل عام من الكتاب أو السنة، فمن أحدثها ودعا إليها كان داعياً إلى الضلالة، ومن تبعه كان عاصياً.
أما إذا كان العمل المستحدث له أصل عام في الشريعة ويستند إلى قاعدة شرعية، فإنه لا يُعتبر بدعة ولا يُحكم على فاعله بالضلالة.
وضرب مثالًا باجتماع بعض رواد المسجد بعد صلاة الفجر لقراءة القرآن وتدارس أحكامه وتعليم بعضهم البعض، فهذا الاجتماع لا يُعد بدعة، لأن أصله مشروع بآيات من القرآن وأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثل قوله تعالى: "إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرًا وعلانية يرجون تجارة لن تبور"، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة، فإذا تلاها كانت له نورًا يوم القيامة".
وبالنسبة للاحتفال بالمناسبات الدينية، فإن الحكم يختلف بحسب صورة الاحتفال وكيفيته، فإذا كان على هيئة دروس علمية، أو مواعظ نافعة، أو تذكير بالعبر والدروس المستفادة من هذه المناسبات، فلا يصح وصفه بالبدعة. بل هو عمل مشروع لما فيه من خير ونفع للناس.
وأكد د. لاشين أن القرآن الكريم أمر بتذكير الناس بأيام الله، فقال تعالى: "وذكرهم بأيام الله"، ولا شك أن الهجرة النبوية، والمولد الشريف، والإسراء والمعراج من أعظم أيام الله في تاريخ الأمة. كما أشار إلى أن الله سبحانه وتعالى ذكر حادثة الهجرة في قوله: "إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا".