كشف الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك عن عدة حقائق فى حق رسول الله.
وقال "جمعة" جاء في بردة الإمام البوصيري التى يمدح سيدنا رسول الله ﷺ :
فَإِنَّ فَضْلَ رَسُولِ اللهِ لَيْسَ لَهُ ... حَدٌّ فَيُعْرِبُ عَنْهُ نَاطِقٌ بِفَمِ
وَكَيْفَ يُدْرِكُ فِي الدُّنْيَا حَقِيقَتَهُ ... قَوْمٌ نِيَامٌ تَسَلَّوْ عَنْهُ بِالْحُلُمِ
وأوضح ان هذان البيتان يشتملان على حقائق عدة، منها:
1 – أن سيدنا رسول الله ﷺ شخص عظيم له حقيقة يغفل عنها كثير من المؤمنين به، فضلًا عمّن لم يعرفه أصلًا أو لم يؤمن به. وهذه الحقيقة وإن كانت ظاهرة للعيان إلا أن قساة القلوب ذوي البصائر المظلمة ينكرونها، ويصدق فيهم القول :
قَدْ تُنْكِرُ الْعَيْنُ ضَوْءَ الشَّمْسِ مِنْ رَمَدٍ * وَيُنْكِرُ الفَمُّ طَعْمَ المَاءِ مِنْ سِقَمِ
2 - أن من قارب الاطلاع على حقيقة رسول الله ﷺ ولو بصورة جزئية فإنه ينبهر بنورها، ويعشق جمالها، ويهاب جلالها، ويذوب في حبها، فيعيش فيها وتعيش فيه.
3 - أن معرفتنا بحقيقة رسول الله ﷺ ليست شاملة ولا محيطة، بل هي جزئية؛ يعرف الإنسان بعضها ويجهل بعضها. ثم تزداد معرفته بقدر فتوح الله عليه شيئًا فشيئًا طوال حياته، وكلما زادت المعرفة زاد الحب والشوق والانجذاب إليه ﷺ.
4 - أن الفتوح الإلهية بالمعرفة للحقيقة النبوية ليست بمحض التمني ولا تأتي صدفة، بل هي مرتبطة بالهمة العالية، والاجتهاد، والصدق في طلبها، وبذل الجهد في سبيل تحصيلها.
5 – أن الحقيقة المحمدية مبثوثة في القرآن الكريم؛ فقد كان ﷺ قرآنًا يمشي على الأرض، وكان خلقه القرآن، وقال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ). وهي موجودة في السنة النبوية قولًا وفعلًا، وفي سيرته الشريفة بمواقفه وعلاقاته، كما هي ظاهرة في تراث الأمة الإسلامية شعرًا ونثرًا وفقهًا وأدبًا وسلوكًا.
6 – أن حقيقة سيدنا محمد ﷺ تُرى في الكون من حولنا؛ فالكون يدل على الله، ويرشد الخلق إلى وجوده وعظمته، ويهدينا إلى الإيمان به وحبه، ومن عرف الله عرف رسوله، غير أن (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ).
7 – أن من فُتح له باب المعرفة بالحقيقة المحمدية، ولو باليسير، لم يخرج النور من قلبه؛ فيشعر بالفرح والطمأنينة والزيادة والفرج. أما من أغلق على نفسه باب المعرفة والحب، فإنه يتيه في دروب الحياة بلا هدى.
8- أن هذه المعرفة وهذا الفضل محض فضل من الله، يؤتيه من يشاء، وهي الحكمة التي قال عنها الله تبارك وتعالى: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ).
وصلى فى نهاية منشورة على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصيغه وقال:
فاللهمَّ صلِّ على نبيِّ الرحمةِ، وَشفيعِ الأمةِ، وَكاشِـفِ الغُمَّةِ، وَمُجْلي الظُّلْمَةِ، وَمُولي النِّعمةِ، وَمُؤْتي الرَّحمةِ، صاحِبِ الحوضِ المورودِ، وَالمقامِ المحمودِ، الموصوفِ بالكرمِ والجودِ، اللهمَّ صلِّ على مَنْ هو في السماءِ سيدُنا محمودٌ وفي الأرضِ سيـدُنا محمدٌ.