سرطان الحلق حالة خطيرة تتطور في أنسجة الحلق، بما في ذلك البلعوم والحنجرة والهياكل المجاورة، ورغم أنه أقل شيوعًا من بعض أنواع السرطان الأخرى، إلا أنه قد يُهدد الحياة إذا لم يُكتشف في مرحلة مبكرة، يكمن التحدي المُصاحب لسرطان الحلق في أن أعراضه غالبًا ما تُشبه أعراض المشاكل الصحية اليومية مثل نزلات البرد والالتهابات أو ارتجاع المريء، مما يُسهل إغفالها، يُعدّ التعرّف على علامات سرطان الحلق، مثل التهاب الحلق المُستمر وبحة الصوت وصعوبة البلع، أمرًا بالغ الأهمية للتشخيص المُبكر والعلاج الفعال وتحسين النتائج على المدى الطويل.
فهم سرطان الحلق
وفقًا لدراسة نُشرت في المجلة البريطانية للطب العام ، برزت بحة الصوت وعسر البلع (صعوبة البلع) كاثنين من أكثر الأعراض المبكرة شيوعًا لسرطان الحلق.
ووجدت الدراسة أن بحة الصوت كانت موجودة لدى أكثر من 50% من المرضى، حوالي 40% منهم من عسر البلع، مما يؤكد أهمية الانتباه إلى هذه العلامات التحذيرية الدقيقة والهامة للتشخيص المبكر.

أعراض سرطان الحلق
-تغيرات صوتية مستمرة
تُعد تغيرات الصوت من أبرز أعراض سرطان الحلق، خاصةً عندما تُصيب الحنجرة، يجب دائمًا أخذ بحة الصوت التي تستمر لأكثر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع على محمل الجد، خاصةً إذا لم يُلاحظ أي تحسن مع الراحة أو تناول الأدوية.
مع مرور الوقت، قد يصبح الصوت ضعيفًا أو متوترًا أو خشنًا بشكل متزايد، في الحالات المتقدمة، قد يفقد بعض الأشخاص صوتهم تمامًا، ولأن مشاكل الصوت غالبًا ما تُعتبر مشاكل بسيطة مثل نزلات البرد أو الإفراط في الاستخدام، يجب دائمًا مراجعة أخصائي رعاية صحية عند حدوث أي تغيرات مستمرة.
-صعوبة البلع
تُعدّ صعوبة البلع علامة تحذيرية شائعة لسرطان الحلق، غالبًا ما تبدأ بشكل خفي، مع شعور بأن الطعام عالق في الحلق أو الصدر، ثم تتطور إلى ألم أثناء البلع. في البداية، قد تقتصر الصعوبة على الأطعمة الصلبة، ولكن مع تقدم السرطان، قد يصعب بلع حتى السوائل، قد يؤدي هذا إلى نوبات اختناق، وخوف من الأكل، وفقدان الوزن غير المقصود، عسر البلع ليس حكرًا على السرطان، ولكن يجب تقييمه دائمًا في حال استمراره.
-التهاب الحلق الذي لا يلتئم
بخلاف الالتهابات الشائعة، يستمر التهاب الحلق الناتج عن سرطان الحلق، وغالبًا ما يتفاقم مع مرور الوقت، قد يشتد الانزعاج عند التحدث أو الأكل أو البلع. في بعض الحالات، قد يكون الألم في جانب واحد، ويؤثر على جزء من الحلق فقط، يجب فحص التهاب الحلق المستمر الذي لا يستجيب للمضادات الحيوية أو أقراص الاستحلاب أو غيرها من العلاجات التقليدية، خاصةً إذا استمر لعدة أسابيع.

-آلام الأذن وتورم الرقبة
قد يشير ألم الأذن دون أي عدوى إلى سرطان الحلق، يحدث هذا عندما يُهيّج الورم الأعصاب المجاورة، مُسببًا ألمًا رجيعًا في الأذن، ومن العلامات التحذيرية الأخرى وجود كتل أو تورم في الرقبة، عادةً بسبب انتشار السرطان إلى الغدد الليمفاوية، عادةً ما تكون هذه الكتل صلبة وغير مؤلمة، وتتضخم تدريجيًا، على عكس الغدد المتورمة الناتجة عن عدوى والتي عادةً ما تنكمش بمجرد زوال العدوى، يجب تقييم ألم الأذن أو وجود كتل في الرقبة على الفور.
-مشاكل التنفس والسعال
مع تطور سرطان الحلق، قد تُعيق الأورام مجرى الهواء، مما يؤدي إلى صعوبة أو صعوبة في التنفس، يُصاب بعض الأشخاص بسعال مزمن لا يزول، بينما قد يُصاب آخرون بسعال مصحوب بدم أو يُلاحظون صوت صفير (صرير)، قد تُسبب هذه الأعراض انزعاجًا شديدًا، وتُعيق النوم، وتُؤثر على الأنشطة اليومية، أي سعال مُستمر أو صعوبة في التنفس تستمر لأكثر من بضعة أسابيع تستدعي رعاية طبية، خاصةً إذا كانت مصحوبة بأعراض أخرى لسرطان الحلق.
- فقدان الوزن غير المبرر والتعب
يُعد فقدان الوزن المفاجئ وغير المبرر عرضًا شائعًا للعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الحلق، يستهلك الجسم طاقة أكبر لمحاربة المرض، مما يؤدي إلى فقدان سريع للوزن وكتلة العضلات، وقد يتفاقم هذا الأمر بصعوبة تناول الطعام بسبب الألم أو مشاكل البلع، يُعد التعب مشكلة شائعة أخرى، وغالبًا ما يُوصف بأنه تعب شديد لا يتحسن بالراحة، لا ينبغي أبدًا تجاهل فقدان الوزن المستمر أو التعب الشديد دون سبب واضح.
المصدر: timesofindia