اتهم مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، قطر بأنها توفر ملاذاً آمناً لقادة حركة حماس، مؤكداً أن بلاده ستلاحق من وصفهم بـ"قادة الإرهاب" في أي مكان يتواجدون فيه.
جاء ذلك خلال جلسة لمجلس الأمن، الخميس، حيث شدد دانون على أن "لا حصانة للإرهابيين"، متهماً قادة حماس المقيمين في الدوحة بالوقوف وراء ما سماه "مخططات الإرهاب".
وأضاف المندوب الإسرائيلي أن على قطر "إدانة ممارسات حماس وطرد عناصرها"، مشيراً إلى أن إسرائيل ستواصل عملياتها ضد الحركة سواء "في الأنفاق أو في الفنادق".
كما اعتبر أن حماس لا تسعى إلى إنهاء الحرب في غزة، بل "تتجاهل معاناة سكان القطاع"، وفق تعبيره.
وتطرق دانون إلى ملف الأسرى، قائلاً إن "عائلات الرهائن المحتجزين في غزة تعيش معاناة يومية جراء ما وصفها بالأعمال الوحشية لحماس"، لافتاً إلى أن إسرائيل وافقت على مقترح قدمته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، بينما رفضته الحركة.
في المقابل، أصدر مجلس الأمن الدولي بياناً مشتركاً أدان فيه الضربات التي استهدفت العاصمة القطرية الدوحة، في إشارة غير مباشرة إلى العمليات الإسرائيلية ضد قادة حماس هناك.
وأكد البيان، الذي حظي بإجماع الأعضاء الـ15، دعم سيادة قطر وسلامة أراضيها، مشدداً على دورها المحوري في الوساطة إلى جانب مصر والولايات المتحدة.
ودعا المجلس إلى ضرورة "خفض التصعيد"، مبرزاً أن إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب في غزة يجب أن يكونا "الأولوية القصوى". كما أعرب الأعضاء عن تضامنهم مع قطر وتقديرهم لدورها في محاولة الوصول إلى هدنة تضع حداً للمعاناة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
ويأتي هذا التوتر في وقت تواجه فيه قطر انتقادات متكررة من المسؤولين الإسرائيليين، فيما تؤكد الدوحة أن مساعيها الدبلوماسية تهدف إلى التوصل لوقف دائم لإطلاق النار وضمان حماية المدنيين.
ويشير مراقبون إلى أن الاتهامات الإسرائيلية قد تعكس محاولة لنقل الضغط الدولي المتزايد على تل أبيب نحو شركاء الوساطة الإقليمية.
في السياق ذاته، يرى خبراء أن استمرار تبادل الاتهامات بين إسرائيل وقطر من شأنه أن يعقّد جهود الوساطة، خصوصاً مع تزايد الانقسام داخل مجلس الأمن حول سبل إنهاء الحرب في غزة، ما قد يطيل أمد الأزمة الإنسانية والسياسية في المنطقة.