قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

علي جمعة: الرضا الحقيقي عز للمؤمن وغنى له عما سوى الله ويظهر أثر ذلك في القناعة

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان الرضا الحقيقي عزّ للمؤمن وغنى له عما سوى الله، ويظهر أثر ذلك في القناعة.

واستشهد جمعة، بالحديث الشريف في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: «جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وعزّه استغناؤه عن الناس» (رواه الطبراني في الأوسط).

وأضاف، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافًا، وقنّعه الله بما آتاه» (رواه مسلم).

وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «طوبى لمن هُدي للإسلام، وكان عيشه كفافًا، وقنع» (رواه الترمذي).

وإذا كان الرضا مطلوبًا من العبد، فإنه يجب أن يسعى لتحصيله. ومن أعظم ما قد يتعارض مع مقصود الرضا المصائب. ولكي تهون على المرء المصيبة فعليه بالنظر إلى جلال من صدرت منه، وحكمته، وملكه. قال ابن الجوزي في قوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ}: أعلم أن من علم أن ما قُضي لابد أن يصيبه قل حزنه وفرحه. وقال إبراهيم الحربي: اتفق العقلاء من كل أمة أن من لم يمشِ مع القدر لم يتهنَّ بعيش. وليُعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «الدنيا دار بلاء، فمن ابتُلي فليصبر، ومن عوفي فليشكر»، وقوله: «أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل».

وينبغي أن نعلم أن تحصيل رضا الله يكون برضا العبد عن الله، ويكون كذلك باسترضاء من طلب رضاهم: كرضا رسوله صلى الله عليه وسلم، ورضا أوليائه، ورضا الوالدين. وقد ثبت عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين» (رواه البيهقي في الشعب).

ولا يخفى ما في الرضا من آثار إيجابية على وحدة المجتمع وقوة العلاقات الإنسانية؛ إذ به يقل الحسد وتكثر القناعة.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرضى عنا، وأن يرزقنا الرضا به وبرسوله وبدينه وبقضائه في كل وقت وحين، ولجميع المسلمين.