حذرت الدكتورة مريم عبد الجواد، عضو مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، من المخاطر النفسية والاجتماعية التي تهدد الأطفال المشاركين في صناعة المحتوى عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن الظاهرة أصبحت واسعة الانتشار وتشكل تحديًا للأسرة والمجتمع.
وأوضحت عضو مرصد الأزهر، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء، أن الأطفال المعروضين بشكل متكرر على وسائل التواصل يتعرضون لنوعين من التأثيرات؛ أولهما سلبي يتمثل في التنمر الإلكتروني وما يصاحبه من تعليقات مسيئة قد تدفع الطفل إلى العزلة والاكتئاب، وثانيهما تضخم شعور الأنا الناتج عن الشهرة المفرطة، مما يجعل بعض الأطفال يميلون إلى التعالي على أقرانهم ويبتعدون عن حياتهم الطبيعية.
عضو مرصد الأزهر: "ثقافة الكمال" دفعت أطفالاً في أعمار صغيرة إلى تقليد المظاهر
وأضافت عضو مرصد الأزهر أن ما وصفته بـ"ثقافة الكمال" التي تروج لها السوشيال ميديا دفعت أطفالاً في أعمار صغيرة إلى تقليد المظاهر التي يشاهدونها، حتى وصل الأمر إلى استخدام مستحضرات تجميل والخضوع لضغوط غير مناسبة لسنهم، مما يترك آثارًا سلبية على نموهم النفسي والجسدي.
ولفتت عضو مرصد الأزهر إلى أن بعض الأسر تستجيب لضغط الشهرة والمكاسب المادية، فتسمح بمشاركة أطفالها في محتوى يومي يدر أرباحًا من الإعلانات والهدايا، وهو ما يؤدي إلى تراجع القيم التربوية، وتنازل غير مقصود عن مبادئ أساسية مثل أولوية التعليم والخصوصية.
وأكدت عضو مرصد الأزهر أن هذه الظاهرة تحتاج إلى وعي مجتمعي ورقابة أسرية متوازنة، مشددة على أهمية توعية الأطفال بكيفية التعامل مع التعليقات السلبية، وتحديد أوقات ومحتوى ظهورهم على المنصات الرقمية بما يحافظ على براءتهم وتوازنهم النفسي.