كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن محاولة اغتيال كبار قادة حركة حماس في الدوحة، والتي نُفذت في 9 سبتمبر عبر سلاح الجو الإسرائيلي، ما زالت تُلقي بظلالها الثقيلة على مستقبل المفاوضات الخاصة بصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم مساء الخميس إن إعادة الحركة الفلسطينية إلى طاولة التفاوض باتت "بالغة الصعوبة"، لافتين إلى أن قادة حماس "لا يثقون بإسرائيل أو الولايات المتحدة إطلاقا"، وأن مسار المفاوضات الآن "مرهون بالجهود الأميركية".
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن واشنطن تعمل على مبادرة جديدة لإحياء المفاوضات، فيما تواصل قطر لعب دور الوسيط رغم الهجوم الذي وصفته بـ"الانتهاك الصارخ لسيادتها"، وتؤكد الدوحة، وفق المصادر، أن "غياب المفاوضات يفقدها أي مبرر لاستضافة حماس".
ورغم الإدانات الواسعة في الغرب والعالم العربي، اعتبر محللون في تل أبيب أن عملية "قمة النار" ، كما أُطلق عليها نجحت في "إحداث صدمة داخل قيادة حماس"، وأنها تمثل "إنجازا إسرائيليا" حتى لو بدت فاشلة على السطح، بعدما دفعت عدداً من قادة الحركة إلى التواري أو تشديد إجراءات حمايتهم داخل قطر.
وأكدت الصحيفة أن مصير بعض أعضاء المكتب السياسي ما يزال غامضا، خاصة بعد إعلان حماس أن نحو 17 قياديا حضروا الاجتماع المستهدف، بينما لم يظهر معظمهم للإعلام منذ ذلك الحين، ومن بين الغائبين خالد مشعل، وزاهر جبارين، ومحمد درويش، إضافة إلى موسى أبو مرزوق وخليل الحية، رغم إعلان الحركة نجاتهما من الهجوم.
كما أشارت وسائل إعلام عربية، إلى أن عدداً من قادة الصف الأول أُصيبوا بجروح، أحدهم إصابته خطيرة، ويتلقون العلاج في مستشفى خاص تحت حراسة قطرية مشددة. في المقابل، ظهر بعض القيادات إعلاميا مثل باسم نعيم ورازي حامد وطاهر النونو، بينما شوهد آخرون في مجلس عزاء عنصر الأمن القطري الذي قُتل بالهجوم.
إسرائيل تترقب
وختمت "يديعوت أحرونوت" تقريرها بأن إسرائيل ما تزال تترقب أي دلائل حول مصير كبار مسؤولي حماس بعد "قمة النار"، وأن الغموض المحيط بالقيادة السياسية للحركة في الدوحة قد يحدد شكل المرحلة المقبلة من الصراع والمفاوضات على حد سواء.