كشفت تقارير عبرية تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، ووصفتها بأنها الأكثر تعقيدا في تاريخ إسرائيل الحديث، بعدما تطلبت سنوات من التحضير، واختراقات عميقة داخل البيئة الأمنية للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت.
تحضيرات طويلة الأمد
بحسب التسريبات، عمل جهاز "الموساد" ووحدة الاستخبارات العسكرية "8200" على جمع معلومات دقيقة حول تحركات نصر الله ونمط حياته داخل الضاحية، وتمكن العملاء من التسلل إلى أزقة المنطقة المحصنة، مستخدمين بيوتا آمنة وشققا للتخفي، رغم المراقبة المشددة التي يفرضها الحزب على مداخله ومخارجه.
وذكرت المصادر أن العملية استندت إلى "بنية تحتية استخباراتية متراكمة" جرى بناؤها على مدى عقدين، وتضمنت تشغيل متعاونين محليين وزرع أجهزة مراقبة متقدمة، إضافة إلى مراقبة اتصالات قيادات الحزب عبر تقنيات اختراق متطورة.
قرار التنفيذ
خلال الأشهر الأخيرة، ومع تصاعد المواجهة بين حزب الله وإسرائيل على الحدود الشمالية، كثفت الحكومة الإسرائيلية مداولاتها بشأن "الخطر الوجودي" الذي يشكله الحزب.
وتشير المعطيات إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت في ذلك الوقت، وقادة الأجهزة الأمنية، أجمعوا على أن القضاء على نصر الله يمثل "مصلحة استراتيجية عليا" رغم المخاطر المترتبة.
وجرى التنسيق بين الموساد وسلاح الجو الإسرائيلي لتحديد "النافذة الزمنية المثالية" للتنفيذ، بحيث يضمن إصابة الهدف بدقة من دون التسبب بكشف مسبق أو خسائر جانبية كبيرة قد تُفشل العملية.
لحظة الاغتيال
بحسب الرواية الإسرائيلية، تم رصد نصر الله في إحدى الشقق بالضاحية الجنوبية، حيث كان يعقد اجتماعا مع عدد من كبار مساعديه. وباستخدام صواريخ موجهة عالية الدقة أطلقتها مقاتلات إسرائيلية، جرى استهداف المبنى، ما أدى إلى انهياره بالكامل.
وأكدت المصادر أن العملية استغرقت ثوان معدودة بعد لحظة إطلاق الصواريخ، وأنه جرى تنفيذها في ظل "تعتيم كامل" على المنطقة، بحيث لم يتمكن عناصر الحزب من رصد الاختراق أو الرد الفوري.
تداعيات إقليمية
أثار اغتيال نصر الله صدمة واسعة في لبنان والمنطقة، إذ يُعد أبرز زعيم شيعي في الساحة السياسية والعسكرية منذ عقود. ويُتوقع أن يعيد الحدث رسم موازين القوى، سواء داخل لبنان أو على مستوى الصراع الإيراني – الإسرائيلي في الإقليم.
وفيما تلتزم إسرائيل الصمت الرسمي بشأن تفاصيل العملية، تؤكد الصحف العبرية أن القرار جاء نتيجة "تحوّل استراتيجي" في طريقة التعامل مع حزب الله، من سياسة الردع والاحتواء إلى استهداف رأس الهرم مباشرة.