يُعتبر الباراسيتامول من أشهر الأدوية المسكنة التي يلجأ إليها الكثيرون للتخفيف من الألم والحمى، ويظن الكثيرون أنه آمن تمامًا بسبب سهولة الحصول عليه واستخدامه دون وصفة طبية.
لكن الحقيقة المقلقة التي حذر منها خبراء الطب مؤخراً، هي أن هذا الدواء، رغم كونه أرحم من غيره من المسكنات، يشكل خطرًا صحيًا كبيرًا خاصة على الأطفال والنساء الحوامل، وقد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة قد تصل إلى الوفاة.

الباراسيتامول.. مسكن بجرعة قاتلة
أكد الدكتور هشام الخياط، أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي، أن الباراسيتامول يجب تناوله بجرعات محددة للغاية، لأن الإفراط في تناوله يسبب أضرارًا بالكبد قد تؤدي إلى تليف كبدي، ويؤثر على الجهاز الهضمي والقلب.
تناول 4 أقراص يوميًا على مدار سنة قد يسبب مشكلات صحية خطيرة، ولهذا يجب الحذر الشديد وعدم الاعتماد عليه بشكل مستمر.
خطر الباراسيتامول على النساء الحوامل والأطفال
أوضح الدكتور الخياط أن تناول الباراسيتامول أثناء الحمل يرتبط بتأخر في النمو العصبي والبدني للأطفال، مما يرفع من مخاطر الإصابة بمشكلات صحية مزمنة.
ويأتي هذا التحذير بالتزامن مع تصريحات متكررة عن خطر البنادول (الاسم التجاري للباراسيتامول) على المرأة الحامل، خاصة بعد جدل كبير حول علاقته المحتملة بمرض التوحد لدى الأطفال.

مسكنات الألم ليست حلًا دائمًا
حذر الدكتور جمال شعبان، عميد معهد القلب السابق، في مداخلة تلفزيونية ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، من تناول المسكنات مثل الباراسيتامول بشكل عشوائي ودون استشارة طبية.
وأكد أن هذه الأدوية قد تسبب نزيفًا في المعدة ومشكلات صحية أخرى إذا ما استُخدمت لفترات طويلة بدون رقابة طبية.
جدل علمي حول الباراسيتامول والتوحد
على الرغم من التحذيرات، يشير بعض الباحثين إلى أن الأدلة العلمية التي تربط بين تناول الباراسيتامول أثناء الحمل ومرض التوحد لا تزال محدودة وتحتاج إلى مزيد من الدراسات لتأكيدها أو نفيها بشكل قاطع.
إلا أن التوصية العامة تظل بعدم الإفراط في تناول الدواء دون استشارة طبية.

