قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عندما يحرق العلماء أجسادهم في ميدان التحرير فالثورة مستمرة


فى الذكرى الأولى للثورة المصرية نشعر جميعًا أن الثورة لم تحقق أى من أهدافها التى قامت من أجلها بل على العكس تراجعت كل مظاهر الحياة فى مصر من فساد وبطالة وغياب أمنى وغلاء أسعار ولا تزال مصر أسيرة نظام العسكر الفاسد الذى حول مصر إلى دولة تترنح وتتدهور فى شتى المجالات وجميع المؤشرات والدلائل توحى بثورة غضب قادمة يقودها المحبطون اليائسون من الثورة.
فى العيد الأول للثورة ونتيجة للفساد المتفشى فى مصر، قام أحد شباب العلماء المصريين وهو الدكتور أحمد قطب بإشعال النار فى نفسه بميدان التحرير ليعلن احتجاجه وغضبه على ما يتعرض له من ظلم وتهميش وإقصاء وفساد متوغل فى الجامعات المصرية، فهل يصمت المجتمع عما فعله الدكتور أحمد قطب، أم تكون الشرارة الأولى لثورة جديدة حقيقية فى مصر لتطهيرها من جميع أشكال الفساد.
ولمن لايعرف أحمد قطب، فهو باحث مصري شاب حاصل على درجة الدكتوراه فى التربية الرياضية ويعمل موظفًا إداريًا بجامعة حلوان ونتيجة لما يواجهة فى الجامعة من ظلم وإقصاء وحرمان من حافز التميز ووقف كل أنشطتة الرياضية فماذا يفعل بعد أن أغلقت فى وجهه كل الأبواب فى الجامعة والصحافة والإعلام قرر أن يعلن للعالم أجمع أن الثورة لم تغيير شيئًا فى مصر ولا تزال طيور الظلام وأعداء النجاح وجماعات إقصاء الشباب تتحكم فى كل أجهزة مصر وأشعل النيران فى جسده ليعلن غضبه وسخطه على كل شيء فى مصر وهو يرسل رسالة حية لكل ثوار مصر أن الثورة لاتزال مستمرة وأن علينا تطهير جميع مؤسسات الدولة من كل بقايا النظام السابق.
أحمد قطب لا يعبر عن واقعه وأحلامه فقط فهو يعبر عن قطاع كبير من الباحثين المصريين الذين يحاولون خدمة وطنهم عن طريق شهاداتهم الجامعية بعد أن أصبحت الجامعات حكرًا على أصحاب النفوذ والقوى وصارت عائلية نتيجة لتفشى ظاهرة التوريث وهو أحد أعضاء ائتلاف الحاصلين على الماجستير والدكتوراه فى مصر الذين يجاهدون منذ قيام الثورة وقابلوا أغلب مسئولى مصر بعد الثورة وحملوا شهاداتهم أحلامهم فداء لمصر ولكنهم قوبلوا بالإقصاء والتهميش والسحل والضرب فى أكاديمية البحث العلمى حتى بعد صدور قرار بتعيينهم فى الجامعات، الجميع تآمر عليهم بداية من رئاسة الوزراء والوزير ورؤساء الجامعات حتى الإعلام والتيارت السياسية الثورية تخلت عنهم، فهل يعقل أن يكون فى وطن خمس الاف حاصل على الدكتوراه، أرقى شهادة فى مصر، عاطلين عن العمل يتسولون الرزق فى كل مكان فأين العدالة الاجتماعية وأين المشاركة فى صنع مستقبل مصر، فعلى من يريدون استقطاب علماء مصر بالخارج الاهتمام بشباب العلماء فى الداخل فمصر مليئة بالعقول الواعدة إذا كلفت بالمسئولية وتم وضعها فى مكانها الصحيح.
لن أتكلم عن الفساد فى الجامعات فهو ظاهر للعيان ويكفينا فخرًا أن ندلل على ذلك بترتيب الجامعات المصرية على مستوى أفريقيا والعالم وكذلك مستوى البحث العلمى وارتفاع سن أعضاء هيئات التدريس فى الجامعات وعدم تعيين شباب وعدم تطبيق معايير الجودة فى العملية التعليمية وتفشى ظاهرة الانتدابات وغيرها من مظاهر تدهور التعليم الجامعى فى مصر.
إننى أوجه نداءً لكل مسئول وناشط وكل شخص يخشى على مستقبل مصر.. إن ما فعله أحمد قطب سيتكرر كثيرًا وستظهر فى مصر موجات من الغضب الشعبى إذا لم ننظر إلى الشباب المصري الذى تم إقصاؤه وتهميشه والعمل على قتل كل أمل فى خدمة مصر فندعوا الله جميعًا أن تتضافر الجهود من أجل إنقاذ مصر وحتى لا نرى اليأس والإحباط يتمكن من المصريين فنرى ملايين يشعلون النيران فى أجسادهم.